منتدى الخليج - همساتٌ على أعتاب الطريق

منتدى الخليج (https://kleej.com/vb/index.php)

- قسم الشعر والخواطر والقصائد المسموعة (https://kleej.com/vb/forumdisplay.php?f=23)

- - همساتٌ على أعتاب الطريق (https://kleej.com/vb/showthread.php?t=56427)

همساتٌ على أعتاب الطريق

كانت طفلةً تلهو مع قريباتها ... منذ طفولتها وهي تلك الأنثى الجميلة
كل من يراها يقف متأملاً ملامح تلك الطفلة إعجاباً وذكراً لخالق تلك الطفلة التي أبدع في تكوين ملامحها الجميلة ...

كبرت وكبُر معها جمالها ... واستيقظ في داخل أحشاء قلبها جنيناً لم يكون سوى
حباً نقياً صادقاً ... لقريبٍ لها ...

أحبّته بصدق ... بل عشقته حتى الثمالة ...!!
ومرت السنوات ... ومازال هذا الحب الطاهر ينمو داخل تلك الأحشاء ...

فبات مجرّد ذكر اسم الحبيب ... إعلاناً لإنتفاض مشاعرها ... وبراكينٌ من الشوق
تصطدم في جدار الزمن ... الذي تتمنى أن يمر سريعاً لكي ترتمي بأحضانه
وتزف له ... كأجمل عروس عرفتها البشرية ...!!

أصبح اسم ذاك الحبيب ... عنوان صفاحتها ... ورمزاً لكل الأوقات التي تختلي فيها بنفسها ...
إن رأته من بعيد ... تزلزت مشاعر جسدها وانتفضت لا تريد سوى احتضانه والإحساس معه بدفء
اللقاء ...
لا ترى في الكون غيره ... ولم تحب رجلاً سواه ...
فكانت أجمل قصة حبٍ ... وكان أطهر عشق ...!!

كبرت ونضجت ... فكانت الأنثى الجميلة الفاتنة ... ذات الملامح اليوسُفية
يجزم كل من يراها ... أن أسعد رجلٍ هو من يكون لها ذلك الزوج وذاك الحبيب ...!!

وفجأة ... تبّخرت تلك الأحلام ... وأُزهقت روح الأمل ... وتفجّرت طلائع الحُلم الجميل ...!

فلم يكتب الله أن تكون نهاية ذلك الحب الصادق ... ما كانت تحلم به ... بأن تعيش معه
وتموت معه ... وتُدفن معه ...!!!

قرر ذلك الحبيب ... وفي لحظة مفاجئة ... أن يرتبط بأخرى ... وأن يكون معها دون أن يعلم
أن هناك جنيناً قد وُلد من الصغر ... يحمله رحِم قلبِ أحبّه بصدق ...!!

لم تتمالك نفسها ...
اسوّدت الدنيا في عينيها ...
ذبلت ملامح ذلك الوجه الجميل ...
باتت الدنيا وكأنها القبر الذي تسكن فيه ...!!

مُحيت ابتسامتها الفاتنة ...
وتكسّرت مشاعر قلبٍ لا يعرف الزيف ولا يلبس الأقنعة ...!!

إنه القدر أيتها الأنثى ...
ما لم يكن مكتوباً في قدركِ فلن يكون لكِ ...
وثقِ بأن الله لا يختار لنا إلا ما فيه سعادتنا وراحتنا ...!!!

واصلي المسير ... وأطلقي العنان لإبتسامتكِ ... وارفعي رايات التفاؤل ...
وكوني عنوان الشموخ ... والأنوثة الفاخرة ...

فكم من حبيبٍ كان بُعده الجمال والروعة والراحة والشوق ...
وما إن يقترب حتى يكون هو عنوان البؤس لنا في هذه الحياة ...!!!

عندها ... ستعرفين ... أن الله لم يخيّب لكِ رجاء ...

" الهيل "