في وقت طغى فيه الغث على السمين
واصبحنا لا نجد ذلك السمين الذي يفيد عند تمعنه وقراءته

تبحث بين تلك المواضيع

عن تلك الحروف الصادقة !

التي كُتبت بعبارة لائقة ولبقة

تشدك تلك العناوين البراقة

التي تلفت أنتباهك في زحمة تلك العناوين المختلفة

تعتقد متفائلاً

أنك ستجد مبتغاك

فالعقل قد مَل من تلك الحروف المتبعثرة

التي لا تعرف لها بداية أو نهاية

أو من تلك الحروف التي لا تعرف لها لوناً ولا طعمُ ولا رائحة

قبل وقت ليس بالبعيد

كنا نجد بعدة فترة وفترة حروف تُشبع العقل بعدما ألمه جوع المعرفة

ولا تمر فترة طويلة حتى تجد حروف صادقة كُتبت بعبق الاحاسيس الصادقة

بعيدةً عن التصنع أو التزييف أو التملق أو خداع عقول القراء

ولكننا اليوم

نجد ذلك الجفاف والتصحر في تلك الحروف

وكأنها قد تأثرت ((بالإحتباس الفكري ))

كما تأثر كوكبنا بالأحتباس الحراري

تستمر طويلاً في رحلة البحث تلك

ربما تكون متفائلاً جداً هارباً من قضبان اليأس

أو ربما تكون تُخادع عقلك بوهم ذلك السراب الذي يزيد من عطشك وطول رحلتك

ألم يعد للحروف نكهتها ؟

أم قد أصبحت تلك الحروف جوفاء من معانيها؟

أو هل طغى حب الظهور والتصنع والتزييف على كل حرف قد نكتبه ؟

من سيكتب ؟

ولمن سيكتب ؟

وما سيُكتب ؟

كلها تساؤلات قد تحدد مصير تلك الحروف

إما لعقل مُدرك يتأملها ويتمعن فيها

كما يتمعن الصائغ في جوهرة رائعة يتأمل مظهرها وجوهرها

وإما ستكون حروف نغلق فيها المتصفح لننساها قبل أن نصل لنهايتها

لا أحد يعلم

حتى أنا لا أعلم