منتدى الخليج - الأرجوحة

http://www13.0zz0.com/2009/11/30/01/141789772.jpg

حان وقت خلوتي بأرجوحتي فالشمس قد اقتربت من المغيب..
هي عادتي دوماً أن أذهب إلى أرجوحة صنعتها بنفسي
يتدلى حبليها من غصن شجرة كبيرة تطل على البحر...

ذهبتُ سيراً على الأقدام لأستنشق الهواء العليل ولأنظر في وجوه الناس وأقرأها ..
فهذا الحزين ... وذاك السعيد ... وهناك الغضبان .. وهنا الحليم ... !!!
كالعادة وجوهٌ مختلفة وأحاسيسٌ متفاوتة ...
رسمت على شفتاي ابتسامة رضا بحالي الذي أعيش فيه ... ربّاه لك الحمد...

أوشكتُ على الوصول لأرجوحتي ... كم أنا مشتاقٌ
لأكون فارسها ... أحلّق بها عالياً ... حالماً بمداعبة يداي لتلك السُحب ...

وفجأه ... !!!!

http://www2.0zz0.com/2009/11/30/01/558003354.jpg

وعند قربي من مكان أرجوحتي ...
كاد يُغشى عليّ ...!!!
مًنْ تلك الأنثى التي امتطت أرجوحتي ... ؟!
أصبتُ بغيرة شديدة ... فأرجوحتي لي ... وليست لغيري ..!!!

حاولتُ التقدّم لأخبر تلك الأنثى بهول ما فعلت ...
ولكن قداماي لم تستطع الحراك ...
فانزويت خلف شجرة أخرى أراقب من خلفها تلك الأنثى ...!

يا لروعة تحليقها ... هكذا باتت النفس تحدّثني ...
أتراها حالمةٌ مثلي ... أتراها تنظر لنفسها بشموخ
وفخر كما أنظر لنفسي ...؟!!

تساؤلاتٍ كثيرة ... كانت تدور في عقلي ...
وعيناي أبت إلا أن تتأمل تلك الأنثى الحالمة ...!!!

استجمعتُ قواي ...
وبدت الدماء تسري في عروق قدماي ... وبدأتُ المسير
نحوها ...
وقفتُ أمامها بعد إن هدأ تحليقها ...
فتصافحت النظراتُ بيننا ...

أوّااااه ... رغم شحوب الوجه ... وكأنه يحكي هموماً كبيرة ...لوجنتين قد ذبلتا بكثرة مجرى الدمع عليها ...
إلا أن عينيها تخفي سحراً راقياً
ألجم لساني عن النطق ... وأحبط همّتي في العتاب..!!

خيّم السكون ذاك المكان ...
ولا وجود إلا لنظراتٍ متبادلة يكسوها الوشاح ...
وهواءٌ عليل يحرّك خصلات شعر هذه الأنثى الحالمة ..

قلتُ لها : إنها أرجوحتي ... ببراءة وعفوية
فقالت لي : أعلم ذلك ...!
فقلتُ لها : كنت أراقبكِ خلسة هذا اليوم ...
فقالت لي : أنا من كنتُ أراقبك خلسة كل يوم ...!!!

جف حبري في هذه اللحظة لسرد بقيّة أحداث اللقاء
فلم أستطع المتابعة ..!!!!