منتدى الخليج - تنعمت حتى لا تجرحني نسمة

بسم الله الرحمن الرحيم

من منا لم يتمرغ في وحل المعاناة

أو من منا من لم يذق علقم الحياة

لكل همه و حزنه ومعاناته الداخلية

مهما بدا لنا ما حوله من سعادة

ولكن تختلف قدراتنا على التكيف مع تلك الآلام

كما يختلف " تقبلنا " لحقيقة تلك المشكلات

" كيدهن "

للغيرة النسائية أسرار و عوالم قد تسلب عقول الكثير

فـ هذه تغار من قريبتها التي تسبقها جمالا

وتلك تكيد لزميلة لها تفوقها مركزا

وأخرى تتحبل لضرتها للفوز بتسيد قلب الزوج

وكلها مشاعر نسائية طبيعية , إذا سيطر عليها

ومرضية إذا تجاوزت المسموح

ومتى ما صدقنا بأن لكل قدراته و مهاراته وتميزه بالحياة فـ لن تهزمنا تلك الوسوسات المؤذية

متى ما زارتنا قناعة عميقة بأن لكل منا إبهاره وجاذبيته بمجاله الذي لن يسابقه فيه أحد

متى ما سعينا بـ قوة إلى تطوير مواهبنا

فـ لن نشتكي أبدا من ذلك الداء !

فإلى كل من تسوقه نفسه إلى تمني النقمة على مواهب غيره

لك الإختيار في ذلك

ولديك خيار أفضل من ذلك وهو أن تركز على نفسك و ما تملك لا ما يملكه غيرك وينقصك ..

" شكرا أيها الألم "

كم من مرة شعرت بالحزن العميق بسبب شخص

إحتويته بـ مشاعر حب أخاذة

وغلفه دفئ حضنك

سلمته الأمان والإطمئنان

ليأتيك بغدره أو فجره من وراء ظهرك

أعلم

بأنه نزف قاسي

و لكن .. ,

هي فترة في حياتك

ذقت منها الحلو والمر

وأكيد إستفدت من تجاربك فيها وتعلمت المزيد

حتى ولو خرجت منها بـ صورة " الخاسر "

فهناك خير كثير من خلف برواز الحقيقة

أنت الآن أقوى

أكثر شعورا بآلام الغير

لا يمكن خداعك

لديك خبرات حياتية قدمت لك على أطباق من ذهب

ولكن تأكد بأن

" الراحة " لن تزورك

حتى تقدم سلاما وشكرا إلى الآخر

على ما قدمه لك في زمنه, وعلى ما أنت عليه بعد ذلك : )

" أنا والآخر "

" هكذا هو أنا " , "وهذه شخصيتي " , " أنا عصبيه ".

وهل يبرر ذلك خطأنا على الآخر

ولماذا نجبر الغير على تحمل ما عجزت أنفسنا عن تحمله !

أليس من الأجدر بنا أن نحارب الـ " أنا المغرورة " بداخلنا !

فـ لندع " المرونة " و" القابلية للتغيير للأفضل " تستلم دفة قيادة ذواتنا

ولنسلم مركب " المخاوف " للعاجزيين .