![]() |
الرسول صلى الله عليه وسلم باكيآ
البكاء فضيلة عند رؤية التقصير أو خوف سوء المصير ، وهو محمدة إذا تذكّر العبد ربه وخاف ذنوبه ، ودليل على تقوى القلب وسمّو النفس وطهر الضمير ورقّة العاطفة ، مدح الله رسله بالبكاء فقال : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (58)} مريم . ووصف أولياءه الصالحين بأنهم : { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) } الإسراء . ولام أعداءه على القسوة والغلظة فقال :{ أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون } . وأثنى على قوم فقال :{ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ } المائدة 83 . وسيد الخاشعين لربّ العالمين ، وإمام الخائفين من مالك يوم الدين هو خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم . فقد كان نديّ الجفن ، سريع العبرة ، سخيّ الدمع ، رقيق القلب ، جياش العاطفة ، مشبوب الحشا ، تنطلق دمعته في صدق وطهر ، ويسمع نشيجه في قنوت وإخبات ، يترك بكاؤه في قلوب أصحابه آثارا من التربية والاقتداء والصلاح ما لا تتركه الخطبة البليغة والمواعظ المؤثرة ، فهو يبكي صلى الله عليه وسلم عند تلاوة القرآن ، فقد قام ليلة من الليالي يكرر قوله تعالى : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) } المائدة ، فيبكي غالب ليله . وهو يبكي عند سماع القرآن ، فقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن مسعود : " اقرأ عليّ القرآن " ، قال : كيف أقرؤه عليك وعليك أُنزل ؟ قال : " اقرأ فإني أحبّ أن أسمعه من غيري " فيقرأ ابن مسعود من أول سورة النساء ، حتى بلغ : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً (41)} النساء . قال : " حسبك الآن " فنظرت فإذا عيناه تذرفان . وهو يخشع صلى الله عليه وسلم عند سماع القرآن ، فقد صح أنه قام ليلة يستمع لأبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن ثم قال له في الصباح : " لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك ، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود " . فيقول أبو موسى : لو كنت أعلم أنك تستمع لي لحبّرته لك تحبيرا . أي : جوّدته وحسنته وجمّلته . وقال عبدالله بن الشخير في حديث صحيح : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي وبصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ، وهو القدر إذا استجمع غليانا . ويحضر صلى الله عليه وسلم جنازة ابنته زينب ، ويجلس على القبر وتذرف عيناه من هول المنظر ، وتذكر العاقبة والتفكير في ذلك المصير ، وأصحابه يشاهدون هذا المشهد المؤثر المعبّر منه صلى الله عليه وسلم . ويخبر صلى الله عليه وسلم بفضل البكاء من خشية الله ، فيذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : " ... ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " . وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " عينان لا تمسّهما النار أبدا : عين بكت وجلا من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله " . فالبكاء السنّي الشرعي ما كان من خوف الله عز وجل ، وتذكّر القدوم عليه والوقوف بين يديه والتفكير في آياته الشرعية والكونية . والبكاء من الوفاء ، ومن أفضل أعمال الأولياء ، خاصة إذا كان ندما من معصية وعند فوت طاعة ، ووجلا من عذاب ، ورحمة لمصاب ، ورقة عند موعظة ، وخشية عند تفكّر . ولا يحمد البكاء على الدنيا ، فهي أقل وأرخص من يُبكى عليها ، فليست أهلا لذلك . فكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم أجلّ وأفضل البكاء ، وهو ما دلّ على يقين وعظمة خوف وشدة رهبة من الجليل ، وصدق معرفة وحسن علم بعاقبة ، فأعماله صلى الله عليه وسلم كلها في أرقى مقامات الأعمال وأسمى غايات الأحوال . ولم يكن صلى الله عليه وسلم بالهلوع الجزوع الذي يأسف على فوات الحظوظ الدنيوية ويجزعلى ذهاب المكاسب الدنيّة ، ولم يكن بالفرح البطر القاسي الذي لا تؤثر فيه المواقف ولا تحرّكه الأزمات ، بل كان بكاؤه وندمه وأسفه في مرضاة ربه . وكان تبسّمه وضحكه وسروره في طاعة خالقه ، ففي كل خصلة من خصال النبل وفي كل صفة من صفات الفضل هو المثل الأعلى والقدوة الحسنة : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } . لقد كان أصحابه صلى الله عليه وسلم ينظرون إليه على المنبر ودموعه تذرف ، ونشيجه يتعالى ، ولصدره أزيز ولصوته أزيمن حينها يتحول المسجد إلى بكاء ودموع ، كلٌّ ينكس رأسه ويترك التعبير لعينيه أمام هذا المشهد الذي لا تمحوه الأيام ولا تنسيه الليالي . يا الله ! محمد رسول الله هكذا باكيا أمام الناس ، هكذا تسحّ دموعه وتتساقط على وجنتيه وهو أعرف الناس بالله وأدراهم بالوحي وأعلمهم بالمصير ! يبكي من قلب ملؤه الخوف من الله ، ومن نفس عمَرها حب الله ، فتكاد دموعه تتحدث للناس ، ويكاد يكون بكاؤه أبلغ من كل موعظة وأفصح من كل كلمة . قد كنت أشفق من دمعي على بصري ,,, فاليوم كلّ عزيز بعدكم هانا |
رد: الرسول صلى الله عليه وسلم باكيآ
بارك الله فيك
ولا حرمك الاجر ورزقك الفردوس الاعلى |
رد: الرسول صلى الله عليه وسلم باكيآ
يسلمو شهقة ألم
وجزاك الله خير الجزاء ويعطيك ألف عافية |
رد: الرسول صلى الله عليه وسلم باكيآ
اختي /شهقة الم موضوع رااائع جزاك الله خير بانتظارجديدك |
رد: الرسول صلى الله عليه وسلم باكيآ
جزاج الله كل خير
ويعطيج الف عافية |
رد: الرسول صلى الله عليه وسلم باكيآ
الدلع كله تَنكَمِشُ كُل باقات الْشُكر أَمام فَتنةِ وَصلِك الْمَبثوث شُكراً حتى الْسَماء http://www.xx5xx.com/vb/images/smilies/20_220.gif |
رد: الرسول صلى الله عليه وسلم باكيآ
كحيلان تَنكَمِشُ كُل باقات الْشُكر أَمام فَتنةِ وَصلِك الْمَبثوث شُكراً حتى الْسَماء http://www.xx5xx.com/vb/images/smilies/20_220.gif |
|
جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الخليج - © Kleej.com
( 2007 - 2025 )
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر العضو نفسه ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى