ديانات العرب قبل الاسلام
 

ديانات العرب قبل الاسلام وعلومهم

ديانات العرب كانت متباينه قبل الاسلام ومختلفه فصنف منهم قالوا بالدهر المفنى فعطلوا المصنوعات عن صانعها وقالوا كما حكى الله عنهم ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وبيان ما قالو والرد عليهم مذكور في كتب أهل العلم وصنف اعترفوا بالخالق وانكروا البعث وقد رده الله سبحانه عليهم بقوله " أولم يرى الانسان انا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مره وهو بكل خلق عليم " وصنف عبدوا الاصنام وكان أول من نصب الاصنام للعرب عمرو بن ربيعه وهو لحى أبو خزاعه فكان لكلب ودّ وهو على تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال عليه حلتان وسيف قد تقلده وقد تنكب قوساً، وكان لهذيل سواع وفي ذالك يقول رجل من العرب:
تراهم حول قبلتهم عكوفا *** كما عكفت هذيل على سواع
وكان لهمدان يعوق فكان بقريه يقال لها حيوان فعبده همدان ومن والاها من اليمن ، وكان لحمير نسر فكان بموضع من أرض سبأ يقال له بلخع يعبده حمير ومن والاها ولم يزالوا على ذالك حتى هودهم ذو نواس . وهذه الاصنام الخمسه التي كانت في قوم نوح عليه السلام، وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبه وحولها أعظمها هبل وكان من العقيق الاحمر على صورة إنسان مكسور اليد اليمنى أدركته قريش كذالك فجعلوا له يد من ذهب ، وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركه بن إلياس بن مضر ، وكان من أصنامهم اساف ونايله ، وقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان اسافا رجل من جرهم يقال له اساف بن يعلى ونايله بنت زيد بن جرهم وكان يتعشفها في أرض اليمن فأقبلا حجاجاً فدخلا البيت فوجدا غفلة من الناس ففجربها في البيت فمسخا حجرين فأخرجوهما فوضعوهما ليتعض بهما الناس فلما طال مكثهما وعبدت الاصنام عبدتهما قريش وخزاعه ومن حج من العرب ، وكان من أصنامهم أي العرب اللات والعزى ومنات وذوالخلصه وذو الكفين وذو الشرى والفلس وعم انس وغير ذالك مما لا يتسع الموضع لتفصيله.
ولما بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم وفشا الاسلام وانتشر أُزيلت هذه الاصنام كلها. وصنف منهم كان يميل الى اليهوديه ، وصنف كان يميل الى النصرانيه ، وصنف كان يميل الى الضائبية ويعتقد في أنواء المنازل اعتقاد المنجمين في الكواكب السبعه السياره ويعتقدون أنها فعاله بأنفسها ويقولون مطرنا بنوء الكوكب الفلاني وصنف عبدوا الملائكة وصنف عبدوا الجن، كان لهم أحكام يتدينون بها جاءت الشريعة الاسلاميه بإبقاء بعضها وإبطال بعض فكانوا يحجون البيت ويعتمرون ويطوفون ويسعون ويقفون المواقف كلها ويرمون الجمار ويغتسلون من الجنابة ويديمون المضمضة والاستنشاق وفرق الرأس والسواك والاستنجاء وتقليم الاظافر ونتف الابط ولا ينكحون الامهات ولا البنات فجاء الإسلام بإبقاء ذالك على وجه مخصوص وكانوا يعيبون المتزوج بامرأة أبيه ويقطعون يد السارق اليمنى وكانوا يجمعون بين الأختين فجاءت الشريعة بمنع ذالك ، وكانوا يعدون الظهار طلاقاً وتعتد المرأة عن الوفاة بحول ، وكانوا إذا لبس عليهم أمر ردوه الى كهنتهم ، وكانوا يعولون على عيافة الطير وزجره في حركاتهم وقصدهم وهو أن يعتبر عند قصده بما يراه من الطير تارة بإسمه وتارة بطيرانه يميناً أو شمالا وتارة بصوته ومقدار ما يصوت وتارة بمسقطه الذي يسقط فيه وجاءت الشريعة الاسلاميه بإبطال ذالك.

وأما علومهم فمنها علم الأنساب والعلم بأنواء الكواكب والتاريخ وتعبير الرؤيا ، وكان عندهم علم القيافه وأكثر ما كان في بني مدلج، وكان لهم معرفة بقص أثر الماشي حتى يعلمون الى أين ذهب وهو ضرب من القيافة الى غير ذالك من العلوم التي دُرس أكثرها

المصدر والمرجع كتاب سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب
الباب التاسع ص 109

مومو
تسلم يمناك
ربي يعطيك الف عافية
بانتظار الجديد