 منذ /01-23-2013, 06:13 PM
			منذ /01-23-2013, 06:13 PM
			
			
		
		#1 | 
	| 
  
 
	
			| رقم العضوية : 
		11568 |  
			| تاريخ التسجيل : 
		Dec 2011 |  
			| الجنس 
: 
		ذكر |  
			| الدولة : 
		Iraq |  
			| مجموع المشاركات : 
		
		10,688 |  
			| النقاط :   |  
			| تقييم المستوى : 
		10 |  
			| قوة التقييم : 
		2139 |    
		|  |  | 
         
			
		
  
  
    
 
 
           
                  
		
		
			 |  حينما يكون بطن الأرض خير من ظهرها
 
 بسم الله الرحمن الرحيم
 
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 
 
 يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
 
 لـَمَّا أعْرَضَ النّـاسُ عَنْ تحكيمِ الكتابِ والسنّةِ ، والمحاكمة إليهما ،
 واعْتقدوا عَدَمَ الاكتفاءِ بهما ،
 وعَدَلوا إلى الآراءِ ، والقياسِ ، والاسْتِحْسَانِ ، وأقوالِ الشيُوخِ ...
 
 عَرَضَ لهُم مِنْ ذلكَ فسَادُ في فِطـَرِهِم ، وظـُلـْمَة في قلوبهم ،
 وَكَدَرُ في أفهامهم ، ومَحْـقٌ في عقولهم ، وعَمَّـتهم هذهِ الأمورُ ،
 وغَلـَبَتْ عليهم ...
 حتـَّى : رَبـَى فيها الصغير ، وهَرَمَ عليها الكبير ، فلم يروها منكرا .
 
 فجاءتهم دولة أخرى ...
 قامتْ فيها البدعُ مقامَ السنن ، والنَّـفـْسُ مقامَ العقلِ ،
 والهوى مقامَ الرُشْدِ ، والضلال مقام الهدى ،
 والمنكرُ مقامَ المعروفِ ، والجهلُ مقامَ العلمِ ،
 والرياءُ مقامَ الإخلاصِ ، والباطلُ مَقامَ الحقِّ ،
 والكذبُ مقامَ الصدق ، والمُداهَنَة مَقامَ النّصيحةِ ، والظلم مَقامَ العدلِ .
 
 فصارتِ الدولةُ والغلبةُ لهذهِ الأمورِ ، وأهلها هُمُ المشارُ إليهم ،
 وكانت قبل ذلك لأضدادها ، وكان أهلها هم المشار إليهم .
 
 فإذا رأيتَ دولة هذه الأمورِ قـَدْ أقـْبَـلـَتْ ،
 وراياتـُها قد نُصِبَتْ ، وجيوشُها قـَدْ رُكِبَتْ ،
 فـَبَطـْنُ الأرضِِ والله خَيرٌ مِن ظَهرِها ،
 وقـُلـَلُ الجبالِ خيرٌ من السهولِ ،
 ومخالطةُ الوحشِ أسلمُ من مخالطة الناسِ .
 
 
 
 اقشعرّتِ الأرضُ ، وأظلمتِ السماءُ ،
 وظهَرَ الفسادُ في البَرِّ والبَحرِ مِنْ ظـُلـْمِ الفجرةِ ،
 وذهَبَتِ البركاتُ ، وقـَـلـَّتْ الخيراتُ ، وهَزُلـَتْ الوحوشُ ،
 وتـَكَدَّرتْ الحياةُ مِنْ فِسْقِ الظـّـلـَمَةِ ،
 وبكى ضوءُ النهارِ وظلمةُ الليلِ مِنَ الأعمالِ الخبيثةِ والأفعالِ الفظيعةِ ،
 وشكا الكرامُ الكاتبونَ والمعقباتُ إلى ربِّهم مِنْ كثرةِ الفواحشِ ،
 وغلبة المنكراتِ والقبائحِ !!
 
 وهذا - والله – مُنـْذِرٌ بـِسَيْلِ عذابٍ ، قـَدِ انعقدَ غَمَامُهُ ،
 ومُؤْذِنٌ بلـَيْلِ بلاءٍ ، قـَدِ ادْلـَهَمَّ ظَلامُهُ ،
 فاعْتـَزلوا عنْ طريقِ هذا السبيلِ بـِتوبةٍ نَصُوحٍ ،
 ما دامتِ التوبةُ مُمَكـَّنَةٌ ، وبابُها مفتوحٌ ،
 وكأنّكُمْ بالبابِ وقدْ أُغْلِقَ ، وبالرَّهْنِ وقدْ غَلِقَ ، وبالجَنَاحِ وقد عُلـِّقَ ،
 { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } [ الشعراء: من الآية227 ] .
 
 
 اشْتَرِ نَفْسَكَ اليومَ فإنّ السوقَ قائمةٌ ، والثمَنُ مَوْجودٌ ، والبضائِعُ رَخيصَةٌ ،
 وسيأتي على تلك السوقِ والبضائعِ يومٌ لا تَصِلُ فيها إلى قليلٍ ولا كثيرٍ ،
 { ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } [ التغابن: من الآية9 ] { يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } [ الفرقان: من الآية27 ] .
 
 إذا أنْتَ لـمْ تَرحَلْ بزادٍ مِنَ التقى ... وأبْصَرْتَ يومَ الحَشْرِ مَنْ قـَدْ تَزوَّدا
 نَـدِمْتَ على أنْ لا تكونَ كـَمِثلهِ ... وأنَّـك لم تـُرْصِدْ كَما كانَ أرْصـَدا
 
 
 
 | 
 
 
 
 
 
                 
 
 
 
                    
 | 
	|  |  |