عصير البرسيم و ثوره الحمير !

 

عصير البرسيم و ثوره الحمير !

زوجتي مصابة بداء «وسوسة» الأمراض وإذا قرأت عن أي وصفة غذائية ضد مرض معين فإنه على الفور يكون طعامها المفضل هو ما أعلن عنه سواء في الصحف أو التليفزيون حتى تظهر وصفة أخرى. فعندما قرأت أن أكل الكرنب والقرنبيط يقي الجسم من الإصابة بالسرطان أصبحا وجبة أساسية في بيتي على الإفطار والغداء والعشاء وبأشكالهما المختلفة أصبحا الوجبة الأساسية.


وصنعت منهما عصائر منها باللبن ومنها بالموز..! والغريب أنني طوال عمري لا أحب الكرنب والقرنبيط لأنهما من أسلحة الدمار الشامل.. وينتج عنهما غازات محرمة دولياً..! وفي بداية الشهر قرأت زوجتي خبراً يفيد أن عصير البرسيم يفيد القلب ويمنع جلطات الدم ومليء بالكالسيوم والحديد والبلاتين والألمنيوم فتحول البيت إلى ما يشبه الحظيرة..


وجاء للمنزل «المعلم» عبده انتكه تاجر البرسيم وبمجرد أن قابلته قال: «أمال فين البهايم اللي هنا..» فقلت مستغرباً: آه يا معلم هو أنت «عميت» والا «عميت» في نظرك.. حيوانات إيه.. فقال المعلم انتكه هذه «شونة» سيد افندي.. شونة إيه وهباب إيه يا معلم هذه شقتي أنا.. خير فيه إيه قال المعلم انتكه..


أصل الست «نحمده بنجر» طلبت مني أورد لها برسيم يوميا.. فخرجت زوجتي «نحمده» قائلة: اتفضل يا معلم ..معذرة أصل لم يفهم القصة! واتفقت زوجتي مع انتكه على توريد خمسة «حزم» برسيم يوميا وأصرت المدام وأكدت على ضرورة أن يكون البرسيم «طازة»..!


وكل يوم على الإفطار تحضر زوجتي عصير البرسيم باللبن حسب وصفة الصحيفة وتقول اشربوا يا ولاد.. فيه الشفاء ومفعوله أكيد.. حاولت الاعتراض وقلت بدل ما اشرب عصير قمر الدين أو الخشاف أو أي عصير حلو اشرب عصير برسيم.. قالت المدام مالك يا فالح معترض والا ايه أصل أنت لا تعرف مصلحتك.. اشرب وإلا..!


أمري إلى الله اشرب ما أنا ياما شربت.. بعد أسبوعين حدثت لي حاجات غريبة إذ نظرت في المرآة فوجدت أن أذني قد كبر حجمهما وأحسست انه طلع لي ذيل وتحور صوتي إلى «نهيق وشخير».. ونهقت نهقة كبيرة جاءت على أثرها المدام وقالت مالك يا رجل بتصرخ ليه كده ..هززت ذيلي أقصد رأسي وقلت: «حاسس» أني أصبحت حماراً..


حمار مرة واحدة.. لازم تكون جحش الأول ثم تكبر.. أنت بتهزري..! «اسكت يا راجل دا أنت صحتك بقت بمب وبقيت زي الحيطة أهو.. وتجر عربية نقل.. ما صدقت.. أمسكت بالكلمة أهو أنت قولتيها أجر عربية نقل يعني بقيت حمار.. إحنا مش فاضيين للهزار اذهب لمعلم انتكه واسأله «ماوردش البرسيم النهاردة ليه..!»


ذهبت إلى حقل المعلم انتكه فوجدت ثورة من الحمير إذ إنهم يعترضون على شرب البني آدميين لعصير البرسيم الذي يعد الغذاء الرئيسي لهم لدرجة أن معظم الدول تزرع أربعة أخماس مساحتها الزراعية برسيم..! وأخذت الحمير«ترفس» كل من يقابلها من الناس ولا أعرف لماذا كان كل حمار يأتي إلى جانبي يبتعد عني لدرجة أنه لا يوجد حمار واحد رفسني في ثورة الحمير هذه!

المصدر: منتدى الخليج