آخر 10 مشاركات
|
الإهداءات |
|
| #1 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
كيف ننتظر الخسوف؟؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من المتوقع حدوث خسوف للقمر بإذن الله يوم الأربعاء الموافق 15/6/2011 الموافق 13 من رجب لعام 1432 هــ وستكون الصلاة تقريباً من الساعة العاشرة والربع حتى الثانية عشر بتوقيت مصر كتبه الشيخ / محمد حسين يعقوب (حفظه الله) إخوتي في الله،،، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله، وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. (اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا) ثم أما بعد، فإن الشمس قد كسفت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فجعل يقول وهو ساجد "رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون" صحيح- إرواء الغليل، وفي رواية أشد أنه صلى الله عليه وسلم "جعل ينفخ في آخر سجوده من الركعة الثانية ويبكي ويقول : لم تعدني هذا، وأنا فيهم، لم تعدني هذا، ونحن نستغفرك" صحيح_صحيح النسائي وقد بلغتنا الأخبار أن الشمس ستخسف يوم الجمعة القادم وما أشده من خبر أن تعلم أنها ستخسف، إن خسوف الشمس أو كسوفها - كما استحدث المصطلح - آية يخوف الله بها، فجاء البلاء علينا بلاءين.. بلاء الخسوف وبلاء الانتظار، أن تبشر من المتخصصين بعذاب سيأتي بعد أسبوع. ويا له من أمر مخيف!.. أن الكسوف سيأتي في وقت الضحى، في السابعة صباحًا، يقول تعالى {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ}، فكان ذلك في الأسبوع الماضي أن خسف القمر ليلة رأس السنة خسف القمر. والأسبوع الآتي تخسف الشمس {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } ويا له من أمر مرعب!. . أن يجتمع لنا في أيام قلائل خسوف القمر وخسوف الشمس وكأني بقول الله {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ *وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} فها هي آيات الله تجتمع عليك.. تخوفك الله، تريك قدرة الله على الشمس والقمر، فقد أظلم القمر في ليلة تمامه، صار البدر أزرقا في صحن السماء، وصارت الشمس سوداء، فكيف بك يا ضعيف إذا بلغتك قدرة الجبار؟!.. كيف بك؟! ويا له من إحساس!.. أن يأتي خسوف الشمس الآتي -ونحن لا نقول أنه سيأتي يقينًا وإنما نتأهب، فإن رأيناه بأعيننا صلينا- ولكنه الحذر والرعب والخوف الذي هو أولى وأوجب في حقنا من صلاة مثل صلاة الخسوف، الأوجب منها الخوف نفسه والقلق من قدرة الله على الشمس. انتظار الخسوف.. وقت صلاة الضحى..!! وأنت قد اعتدت أن تصلي الفجر وتنتظر موعد صلاة الضحى، فتمكث في المسجد كما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتدرك طلوع الشمس، ثم تصلى الخسوف!!. إنني اعتدت أن أجلس في المسجد إلى طلوع الشمس، لأصلي صلاة الضحى التي أؤدي بها حقوق الله على كل سلامى في بدني، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة،فكل تسبيحة صدقة،وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة،وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك، ركعتان يركعهما من الضحى" رواه مسلم، تلك الصلاة التي يصبح العبد بها شاكرًا؛ فهي صلاة الأوابين كما قال عليه الصلاة والسلام "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال" رواه مسلم. أو أن أنتظر أن أصلي صلاة العيد.. فأمكث من بعد الفجر في المصلى إلى الضحى؛ لأصلى صلاة الفرح.. إنه إحساس يجعلني أمكث في مصلاي من الفجر إلى طلوع الشمس أنتظر صلاة العيد في تكبير وتهليل، فيا ليت شعري!. . كيف سأمكث هذه الساعة من الفجر إلى طلوع الشمس أنتظر لحظة التخويف!، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر آيتان"، وقال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} فالآية تخويف، فتأتي على ساعة الضحى أو ساعة صلاة العيد، فبأي إحساس ننتظر؟!!! الاستغفار ..أمان (ألم تعدني أنك لا تعذبني وأنا أستغفر)، قال تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}،. . (فاللهم اغفر لنا ذنبنا كله، دقه وجله، أوله وأخره، سره وعلانيته، ما علمنا منه ومالا نعلم). كيف ننتظر الخسوف؟ بل أقول لك كيف ننتظر هذا الأسبوع كله؟!!.. أسبوع ترقب خسوف الشمس!!. . بل أقول كيف ننتظر الآخرة كلها؟!! .. كيف ننتظر موتنا وآخرتنا؟!!... والجواب: برجاء رحمة الله لا غير {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} الرجاء في الذي لا توصد أبوابه.. الرجاء في الذي لا يخيب من عظم في قلبه رجاءه.. للذي لا يرد دعاء أحد؛ قال سبحانه {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي}.. استجب أنت!. . أما الله فقد كتب على نفسه أنه قريب مجيب يجيب دعوة الداعي، استجيبوا لربكم وقولوا (اللهم ارحمنا.. اللهم اعف عنا)، اذهب إليه بهذا الإحساس.. وإلا ستضيع وتهلك، {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} الفوز في هذه الزحزحة.. الفوز إلى الرحمة.. فاجعله أسبوع الرحمة. من الرحمة أن ترحم نفسك، وتتعلم ماذا تصنع صبيحة يوم الاربعاء، يوم مهيب سيرقبه أهل اللهو، وأهل العقل والفلك، سيرقبونه بالتلسكوبات وينظرون بالنظارات، أما نحن فليس لنا إلا البكاء والدعاء، يا أمة الرجاء.. ألم نتفق أنه أسبوع الرحمة فليكن أسبوع رجاء هذه الرحمة.. لا اللهو عن هذه الرحمة، فتتعرض للرحمة.. أين تستجيب لنداء رحمة الله جل جلاله الذي يخوفك ويرغبك سبحانه وتعالى، بم يخوفك الله بأكثر من أن يذهب الشمس والقمر!، بأي شيء ترغب في الله بأكثر من قول رسول الله "فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة" رواه البخاري، فافزعوا إلى رحمة الله. وابتداءً وانتهاءً وأولا وأخرًا والخلاصة كي لا يقنط أحد.. فاعلم أن الله رحيم.. فأين الرغبة في الله.. والطمع فيه.. وتملقه جل جلاله.. وحسن الظن به، فلا يأس ولا حزن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: "من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئًا" حسنه ابن حجر العسقلاني في مقدمة كتابه تخريج مشكاة المصابيح. لم يقل (من استغفر) وإنما قال (من علم)، في أحاديث كثيرة تجد "من قال حين يصبح " ،" من قال حين يمسى"، "من قال حين فرغ من طعامه"، "من كفل يتيما"، من فعل كذا من فعل كذا غفر له ما تقدم من ذنبه، ولكن في الحديث السابق يقول الله (من علم) بدون أن تتكلم أو تفعل شيئًا. فتعالوا نجعله أسبوع العلم، أن نعلم أن الله قادر أن يغفر الذنوب، تعالوا نجدد في أسبوعنا هذا كله هذا العلم، أن الله قادر أن يجعل صحيفتي بيضاء، أن الله قادر أن يمحو كل ما قدمت من سيئات، تعالوا نجدد هذا العلم لنلقى الله بهذا. يكتمل الفرح بالله جل جلاله أنه يغفر لمن علم ذلك فلم يشرك به شيئًا، فلم يشرك شهوته مع الله، فلم يشرك منصبه مع الله، فلم يشرك ماله مع الله، فلم يشرك جاهه مع الله، فلم يشرك وليًا ولا نصبًا ولا قبرًا مع الله فيمسي مغفورًا له. وبهذا الإحساس أريدك أن ترقب هذه اللحظة فإذا نزل هذا التخويف، أقبلت على سجدتك هذه وسألت الله جل جلاله متوسلا بأنك تعلم أنه قادر على مغفرة ذنوبك. ) اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله، ما علمنا منه وما لم نعلم) يتبع المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||||
|
|