«فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ تَعَلُّمُ الخيْرِ، وَالعَمَلُ بِهِ، فَمَنْ جَمَعَ الأَمْرَيْنِ جَمِيعًا؛ فَقَدِ اسْتَوْفَى الفَضْلَيْنِ مَعًا، وَمَنْ علمَهُ وَلم يَعْمَلْ بِهِ، فَقَدْ أَحْسَنَ في التَعَلُّمِ، وَأَسَاءَ في تَرْكِ العَمَلِ بهِ، فَخَلَطَ عَمَلاً صَالحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ آخَرَ لَمْ يَعْلَمْهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، وَهَذَا الذِّي لاَ خَيْرَ فِيهِ أَمْثَلُ حَالَةً، وَأَقَلُّ ذَمًّا مِنْ آخَرَ يَنْهَى عَنْ تَعَلُّمِ الخيْرِ وَيَصُدُّ عَنْهُ، وَلَوْ لَمْ يَنْهَ عَنِ الشَّرِ إلاَّ مَنْ لَيْسَ فِيهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَلاَ أَمَرَ بِالخيْرِ إلاَّ مَنِ اسْتَوْعَبَهُ لما نَهَى أَحَدٌ عَنِ شَرٍ وَلاَ أَمَرَ بِخَيْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَحَسْبُكَ بِمَنْ أَدَّى رَأْيُهُ إِلَى هَذَا فَسَادًا وَسُوءَ طَبْعٍ وَذَمَّ حَالٍ، وَبالله تَعَالَى التَوْفِيقُ».
[«مداواة النفوس» لابن حزم: (85)]
سبب تفرُّق الأمَّة

" إنَّنا علمنا حقّ العلم، بعد التّروي والتثُّبت، ودراسة أحوال الأمة ومناشئ أمراضها، أن هذه الطرق المبتدعة في الإسلام هي سبب تفرُّق المسلمين، لا يستطيع عاقل سلم منها ولم يبتل بأهوائها أن يُكابر في هذا أو يدفعه، وعلمنا أنّها هي السبب الأكبر في ضلالهم في الدين والدنيا، ونعلم أن آثارها تختلف في القوة والضعف اختلافاً يسيراً باختلاف الأقطار، ونعلم أنها أظهر آثاراً وأعراضاً وأشنع صوراً ومظاهراً، ونعلم أننا حين نقاومها نقاوم كلّ شر، وأننا حين نقضي عليها -إن شاء الله- نقضي على كلّ باطل ومنكر وضلال، ونعلم زيادة على ذلك أنه لا يتم في الأمة إصلاح في أي فرع من فروع الحياة مع وجود هذه الطرقية المشؤومة، ومع ما لها من سلطان على الأرواح والأبدان، ومع ما فيها من إفساد للعقول وقتل للمواهب "
[البشير الإبراهيمي، الآثار:1/190 ، بتصرُّف].

الإخلاص بركة العلم وسرّ التوفيق
" من عَمِلَ بما عَلِمَ ورّثه الله عِلمَ ما لم يَعلم ، ومن لم يعمل بِعِلمه لم يكن صادقاً في طلبه
وعوقب بنسيان العلم وضياع معارفه وحرمانه من الخير، واستحق المقت والآفات "
[ الإخلاص بركة العلم وسرّ التوفيق للشيخ محمد علي فركوس ]
إصلاح النُّفوس

" فصلاحُ النَّفسِ هو صلاحُ الفَرْدِ، وصلاحُ الفردِ هو صلاحُ المجْمُوعِ، والعنايةُ الشَّرعيَّةُ مُتَوَجِّهَةٌ كُلُّها إلى إصلاحِ النُّفوسِ؛ إِمَّا مباشرةً وإمَّا بواسطةٍ، فما مِنْ شيءٍ مِمَّا شَرَعَهُ اللهُ تعالى لعبادِه منَ الحقِّ والخيرِ والعدلِ والإحسانِ، إلاَّ وهو راجعٌ عليها بالصَّلاح، وما من شيءٍ نهى اللهُ تعالى عنه من الباطلِ والشَّرِّ والظُّلمِ والسُّوءِ، إلاَّ وهو عائدٌ عليها بالفساد؛ فتكميل النَّفْسِ الإنسانيَّةِ هو أعظمُ المقصودِ من إنزالِ الكتبِ وإرسالِ الرُّسلِ، وشرع الشَّرَائِعِ ".
[ابن باديس: حياته وآثاره» (1/233)]
الفرق بين الأَثَر والحديث
الحديث ما يُنسب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، يُقال له حديث ، والأَثَر يُطلق على ما يُنسب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلى ما يُنسب إلى الصَّحابة والتَّابعين يُقال له أَثَر ، والغالب أن الأَثر ما يُروَى عن الصَّحابة والتَّابعين يُسمى أثراً ، وما يُطلق عليه حديث هو ما يُنسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم.
[الموقع الرسمي للوالد ابن باز رحمه الله]
قيل للحسن البصري رضي الله عنه : هؤلاء التَّابعون أكثر عِباده من صحابة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلَّم فكيف كان الصَّحابة أرفع منهم منزله ؟!
قال الحسن : كان الصَّحابة يتعبَّدون والآخرة في قلوبهم ، وأما هؤلاء فيتعبَّدون والدُّنيا في قلوبهم . وشتَّان ما بين هذا وهذا .
لهذا أبو الدرداء قال :
يا حبّذا نوم الأكياس وإفطارهم كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم ، ولمثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين أعظم وأرفع عند الله من أمثال الجبال عبادة من المُغترين .
[وصايا أبي الدرداء رضي الله عنه ، لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله]
تعريف علم الشريعه

" وعلم الشريعة حَدُّهُ : (فِقه الكتاب والسُّنّة على فهم السَّلَف الصَّالح) ، هذا هو العِلم الذي ينال أهلُهُ السعادةَ التَّامة في الدُّنيا والآخرة ، وهُم هُداة النَّاس وساستها ، وهُم قادة النَّاس إلى كل خير " .
[الصوارف عن اتِّباع السُّنة ، الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري - حفظه الله -]
مطالعة الكُتب نوعان :

الأول : مُطالعة تدبُّر وتفهُّم ، فهذه لابُد أن يتأمَّل الإنسان ويتأنّى .
الثاني : مُطالعة استطلاع فقط ، ينظر خلالها على موضع الكتاب وما فيه من مباحث ويتعرَّف مضمون الكتاب وذلك من خلال تصفّح وقراءة سريعة للكتاب ، فهذه لا يحصل فيها من التأمُّل والتدبُّر ما يحصل في النوع الأول .
[كتاب العلم لابن العثيمين رحمه الله]

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" ... علينا أن نتعاون على البر والتقوى وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى الدعوة الى الله على بصيرة وتأنٍّ وتثبّت وأن نكون إخوة متآلفين والواجب علينا لاسيما على طلبة العلم إذا اختلفوا فيما بينهم أن يجلسوا للتشاور والمناقشة الهادئة التي يقصد منها الوصول إلى الحق ومتى تبيّن الحق للإنسان وَجَب عليه اتّباعه ولا يجوز أن ينتصر أحد لرأيه " .
[تفسير جزء عم ، سورة قريش ص 328]
وللسلسله بقيه ووقفات أخرى مع فوائـد و نوادر بإذن الله .....