![]() |
![]() |
|
#1 | |||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]()
|
إن الله سبحانه من عدله أنه يحاسب كل إنسان حسبما أعطاه من قدرات وإمكانات.. فلا يحاسب المجنون أو يسأله لماذا لم يعلم أهله ما يجب عليهم من أمر دينهم؟ وإنما يحاسب العاقل وإن كان لا يعلم، يحاسبه لماذا لم يتعلم ما أوجبه عليه وهو قادر على التعلم؟ ولا يحاسب الفقير على عدم إخراجه للزكاة، وهكذا.. وأما من يملك القدرة العلمية والمالية للدعوة إلى الله، فإنه سيسأل لا محالة ماذا عمل فيما أعطاه من قدرات؟ هل سخر ولو جزءاً منها في سبيل الله؟ تبرئة للذمة. أم هو كالأنعام يعيش ليأكل ويستمتع بالشهوات؟ فسيسأل عن عمره فيما أفناه؟ هل أفناه في طاعة، وعبادة، من علم وعمل ودعوة إلى الله، وتعليم أهله وجيرانه وأصدقائه الخير؟ أم أفناه أمام شاشات التلفزيون، وفي ملاعب الكرة؟ أو في (القهاوي)؟ وسيسأل عن شبابه فيما أبلاه؟ هل أبلاه في تعلم ما فرض الله عليه من واجبات، وتعليمها لأهله ومجتمعه؟ أم أبلى شبابه في الركض وراء الشهوات والملذات؟ نعم سنسأل عن زهرة شبابنا، فيما أبليناها؟ فليستعد كل منا للأجابة، بالعلم والعمل، وليستدرك المقصر ما فاته. وسيسأل عن ماله من أين اكتسبه؟ وهنا الطامة الكبرى! هنا تزل أكثر الأقدام، إلا ما رحم ربي، ولنقف هنا وقفة متأنية لنرى حالنا المفجع هذه الأيام. ماله من أين اكتسبه؟! هل اكتسبه من العمل الذي يتأخر عنه أو لا ينجزه بأمانة؟ هل اكتسبه من بيع الدخان؟ أو الجرائد والمجلات التي تنشر صور المتبرجات والأفكار الرديئة والعقائد الفاسدة؟ هل اكتسبه من أسهم البنوك أو الشركات التي تتعامل بالربا؟ هل اكتسبه من الغش أو التدليس الذي يمارسه في تجارته؟ هل اكتسبه من بيع المسكرات والمخدرات؟ أو بالسكوت على فعل المنكرات؟ هل اكتسبه من وجه حرمه الله؟ أم اكتسبه من طرق حلال ينجو بها عند الله تبارك وتعالى ويستغني به عن عباد الله وينفع به من عباد الله ما شاء الله. فاسأل نفسك وحاسبها قبل أن يحاسبك الله فلن تزول قدماك يا ابن آدم حتى تسأل عن مالك من أين اكتسبته؟ وسيسأل فيما أنفقه؟ نعم ستسأل عن مالك فيما أنفقته؟ حتى لو من كسب حلال فهذا جزء من السؤال هو الأخطر. هل أنفقته في تأثيث بيت فاره ضخم وإخوانك المسلمون يموتون جوعاً وتشرداً؟ هل أنفقته في إجازتك مع الكفار في بلادهم؟ هل أنفقته على أجهزة التلفزيون والفيديو وأشرطته الخليعة؟ هل أنفقته في شراء الهوائيات المتطورة لتجلب محطات البث المباشر لتفسد بها عقلك وعقل عائلتك وخلقك وخلق عائلتك ودينك ودين أهلك؟ أم أنفقته فيما أمرك الله من نفقة واجبة على نفسك وأهلك، من غير إسراف ولا تقطير، وزكاة، وصدقة للقراء والمساكين؟ أم أنفقته في الدعوة إلى الله؟ وسيسأل ماذا عمل فيما علم؟ فماذا فعلنا لنشكر هذه النعمة؟ ماذا ستكون إجابتنا إذا سألنا الله: ماذا عملت فيما علمت؟ هل نشرنا التوحيد والعقيدة الصحيحة؟ لو فعلنا لما بقيت قطاعات واسعة من بلاد الإسلام أهلها إلا من رحم الله لا يعرفون إلا قبور من يسمون بالأولياء الصالحين يذبحون عندها ويتوسلون بها بدلاً من أن يرفعوا دعاءهم وتوسلهم إلى ملك الملوك جبار السماوات والأرض. كيف ستلقى الله تعالى وماذا ستقول له؟ هل ستقول كما قالت الأعراب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تخلفوا عن الخروج معه: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} [الفتح: 11]. فالله أعلم بما في قلوبنا وقلوبهم، وقد حذرنا الله من الانشغال عما أمرنا به، وخلقنا من أجله، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. وهل العبادة هي: الصلاة والصيام والحج فقط؟ لا.. إن العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعد من يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم». فهل تتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعد مثل هذا الوعيد الشديد على ترك نافلة من النوافل؟ كلا، بل هو من الواجبات على كل مسلم ومسلمة، كل حسب استطاعته، فمن استطاع بعلمه وجب عليه ذلك، ومن استطاع بماله وجب عليه ذلك.. وهكذا. ومما ينبغي علينا معرفته أن طريق الدعوة إلى الله طريق غير موحشة، لأن أقدام الأنبياء والصالحين قد وطأتها قبلنا، ومن ثمار هذه الدعوة أن يكون لك أجر من اهتدى على يديك إلى يوم القيامة، ها هو يقوم الليل وأنت نائم، ويصوم وأنت مفطر، ويحج وأنت مقيم، ويجاهد وأنت قاعد.. فالله أكبر، ما أعظمه من أجر. وها هم المنصرون النصارى في أنحاء العالم يجمعون مئات بل آلاف الملايين سنوياً من التبرعات ويطبعون بها الكتب ويرسلون بها المنصرين لينشروا دينهم المحرف، فما بالنا نحن لا نفعل ذلك ونحن أهل الحق والدين القويم!! فليتدارك كل منا ما فاته في الماضي، ولنبدأ بالعمل لهذا الدين قبل أن يدركنا الموت ونحن في غفلتنا هذه فنندم {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88]. ألا هل بلغت.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد. كيف نؤدي واجبنا؟! أولاً: بأن نستغفر الله تعالى ونتوب إليه مما كان منا من تقصير وتفريط في الماضي. ثانياً: أن نفكر ماذا نستطيع أن نفعل لنشر دين الله سواء بدعوة أقربائنا.. ونبدأ بالأقرب فالأقرب.. أو جيراننا المصدر: منتدى الخليج
|
||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|