قصاصة حلم

 

قصاصة حلم

أفـكار تتخـبّـط بيّ جيـئـة وذهـابـا.. وقصاصات أحـلام تتـهاوى أمـامـي في شـريط من الذكـريـات.. وكـلمـات لازال صـداهـا يـتراقـص في أُذنـيّ.. أنـّنـي لازلـت ســجيـنـة المـاضــي..!! ماضٍ يـلتـهـم تفـكيـري,,, ويـســتحوذ ذاكـرتـي ..!! كـان ذلك بـلا موعـد وبـلا ترتـيـب .. عـند المغيـب عندمـا بكـى الغـروب على شرفـتـي.. لا زلـت أتذكّـر كيـف وضعـنـي في حقيبـتـه ومضـى ذاهبـآ قُـدمـآ.. ناسيـآ اســمـه ,,, واســـمي واضعـآ ربيعي في حقيبـته وذهـب .. واضعـآ أيامـي وسنيني في حقيبتـه وذهـب.. ورحـل إلى أين ..؟؟ لا أدري...؟! لكـن كـل ما أدريـه أنـه ذهـب ولـم يحفـل بشـيء.. حينهـا وقـع صوتي لآول مرة وتهـشّم مع المـدى وانكسر..!! لم ينظـر خلفـه ويرى ما خلفــه من فراغ في جوف الكـون.. عيناي تتبعان خطاه وهو يبتعد أكثـر وأكثـر.. لقـد حطـمـني تحطيـمـــآ........ يالقســاوتـه ...! يالقســاوتـه ..!! أعـلم أنـه لـم يقصـد جـرحـي..لكــن .. لمـاذا تركـنـي هكـذا مع دمـوع الشــتاء..؟! وسـرق ضوء عينيـيّ الزجاجيتـن ورحــل .. ما كان يضـره لو بقـي ولم يذهـب..؟! ما ضـرّه ..؟! بعد ما أحببـتـه بمنتـهـى الحضــارة.. وشـيّدت لـه بنيان أحاسيس لم تشابهـهـا ماثلــة.. وحـدي أنـا من شـيّدت لـحبّـه ناطـحـة مشـاعـر وعلـوت وعلــوت بهـا عاليـآ .. لم يجارهــا مشــاعر .. وبعـد سنـوات من الصّـمت.. والخــوف .. والحـزن .. يقطـعـها صـوت الـرّيــح وهـو يتـلاعـب بأغصـان عريشـة متسلقـة في منزلـي وعلـى شرفـة غرفـتي البـلبـل الذي مات بعد رحيـلـه.. أنـي أسمـع صـوتـه وهـو يغـرّد ... ماذا ..؟؟ انـه البلــبـل لا زال يغـرّد..؟!!! وهـو هنـا بقـربــي.. أزلـت الغمـامـة عن عينـيّ وفتحتهـمـا بقـوة .. نعـم كنـت أحلــم ,,, نعم كنت أحلــم .. وهـو لازال هنــا بقربـي ولـم يرحـل .. أمسكت يديـه بقـوه ودعـوت رب السّـماء وحمـدتـه انـه لم يـك... إلا أضـغـــاث حلــــم..... وأســوء حلـــم ..

المصدر: منتدى الخليج