![]() |
![]() |
|
#1 | ||||||||||||
![]()
|
![]() صاحب السمو الملكي الأمير الداعية/ نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – من آخر إنجازات سموه حصوله على براءة اختراع لفكرته التي شارك بها في معرض ابتكار السعودي الأول والذي استفتحنا به حوارنا هذا مع سموه ![]() بداية أشكر الله سبحانه وتعالى بما منَ ويسرَ من عقد مثل هذا اللقاء، ثم أشكر مجلة ( نون ) على اهتمامها بكل ما هو مفيد سواء كان ذلك في الأمور الدينية أو الدنيوية، ثم أنا لا أعتبر نفسي مبتكراً ولا مخترعاً، لكنه العالَم الذي يعج بالمسميات، دعونا نقارن هذا بأزمان أخرى، فساداتُ الإسلام إذا نُودي أحدهم باسمه مجرداً يعتبر الأمر عادياً، على عكس ما في هذه الأزمان، لا بد من إضافة الأسماء والألقاب من دكتور وشيخ ونحوها، وأحب أن أنادى باسمي هكذا يا نايف وبكنيتي أبا عبد الله وبكوني داعية إلى الله أكثر من كوني مبتكرا . لقد كنتُ منذ صغري شغوفاً بالأعمال الفنية، وأحب هنا أن أرسل رسالة محبة وشكر لكل القائمين على التعليم في ذلك الوقت بداية من المعلمين وحتى من كان وزيراً للتعليم حينها وعلى رأس أولئك ولاة الأمر حفظهم الله، فقد كان هناك اهتمام ٌكبيرٌ بالتربية الفنية التي أحبها وإن كنت أنصح المعلمين بعدم رسم ذوات الأرواح، فهناك مجالات واسعة يمكن تناولها، كنتُ مولعاً كما قلت منذ ذلك الوقت بالتربية الفنية من رسم وقص وغيرها، وفي تلك الفترة استفدنا جداً من معلمينا الذين نموا في دواخلنا هذه الاهتمامات، حيث كانوا يعلمونا ويوجهونا بالحب والفأل والثناء غير المبالغ فيه وغير المتكلف، وأحب هنا أن أوصي الآباء بالاهتمام بهذه النواحي التربوية، فالثناء يضخ في الأطفال طاقةً كبيرة . · لك مشاركات في الدعوة إلى الله بحكم التخصص، إلا أنك اتجهت إلى عالم الابتكار والاختراع، ما دور التخصص في الابتكار في نظرك وهل هو المعول عليه أساساً في هذا ؟ المعول عليه دائماً بعد توفيق الله هو الاجتهاد والموهبة وليس التخصص فقط فمن العلماء من كان صباغاً أو قطاناً وغير ذلك، إلا أنه نبغ في المجال العلمي وأقرب الأمثال الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله على عظيم قدره في العلم، كان يعمل ساعاتياً وحتى الأنبياء فمنهم الحداد والنجار وما من نبي إلا ورعى الغنم كما أخبر نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، فالعمل الذي لا يخالف أمر الله هو عمل مشرف، ويشعر الإنسان بلذة عندما يقوم بعمل يرى أنه مثمر، ودراستي شرعية ولست متخصصاً في الهندسة المعمارية أو تصنيع الطائرات والتقنية، ولي بعض المشاركات في الدعوة إلى الله تعالى . ![]() · تعددت نشاطاتك وتنوعت، ما الدافع الرئيسي وراء كل هذه المجهودات ؟ أهتم كثيراً بالعمل بالشمع وعندي جبل صغير صنعته من الشمع منذ كنت في الثانوية، وهناك مجسمات كثيرة أنوي صناعتها بالشمع إلى جانب بعض الأثاثات الشمعية، وكثيراً ما يسأل البعض لماذا أقوم بكل هذه الأعمال التي يعتقد البعض أنني أقوم بها ترفاً، والإجابة عندي أنني أقوم بها هوايةً وكسباً للرزق، فالله تعالى قال : ( فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون ) وقال : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) وقال صلى الله عليه وسلم : " مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ " رواه البخاري . · هل ترى أن الابتكار والاختراع يمكن أن يخدم العمل الدعوي ؟ لدي بعض الابتكارات في المجال الدعوي، وهذا ما سأعلن عنه في هذا اللقاء، وأنا كثير التفكير في كل شيء ما لم يتخطى حدود ما أحل الله وما حرم، كذلك أرى أن كل نظرية أو فكرة تحتمل التطبيق وأن كل قول عدا قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحتمل الصواب والخطأ، حتى اجتهاد العلماء، فإذا أفتى عالمان فأحد قولهما راجحٌ والآخر مرجوح، وكلٌ يؤخذ من قوله ويُرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم. ومن خلال ذلك كنت أنظر إلى أكثر المصنوعات فقد كانت مجرد أفكار قام أصحابها بتطبيقها، فلماذا نبقى عالةً على غيرنا ولا نفكر . · ما هي أول ابتكارات الأمير نايف بن ممدوح ؟ أول ما قمت بعمله هو ( برج السعودية )، وعندي الآن بفضل الله تعالى ما يزيد على 64 تصميماً، فهناك 60 شكلاً معمارياً ولن أستطيع الإعلان عن كل شيء لأني لا أحب الإعلان إلا عن ما هو مسجل، والمسجل منها الآن خمسة عشر تصميماً تقريباً . ![]() · عمت أخبار ابتكار ( طائرة الإطفاء المطورة ) وطرقت آذان الجميع، هلا حدثتنا عنه بالتفصيل ؟ ( طائرة الإطفاء المطورة ) تمتاز بثلاثة ميزات، فيها مصعد آلي لإنقاذ المحتجزين داخل ألسنة اللهب، الثانية أن بها خزاناً كبيراً على امتداد جسم الطائرة من الأسفل، يحمل مدفعاً رشاشاً لضخ الماء والرغوة، والرابعة أنها تختصر المسافة والزمن، كذلك ( طائرة الإخلاء الطبي ) التي أيضاً بها مصعد، ولا يخفى أنها تستطيع الوصول إلى أمكنة الحوادث أسرع من السيارات، وتستطيع الوصول إلى أماكن لا تصلها السيارات، وأنا أريد بهذا الاختراع أن أقول أن المسلمين قادرون على الابتكار وعلى إخماد الحرائق، فهم من يُطفئ لا من يُشعل الحرائق امتثالاً لقوله تعالى : ( ولا تُفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) . ورغم أن هذا الابتكار سعودي إلا أنه سيكون عالمي الاستخدام والتصنيع، حيث إنه سينتج في الدول المصنعة، وقُدم إلى مكتب البراءآت الأمريكية، وتم تسجيله والحصول على الأوراق المطلوبة ![]() وأرمي من وراء تصنيعها في الخارج، أن تلك الدول دول مصنعة، فالتصنيع فيها يقود إلى العالمية والانتشار بإذن الله، وأرى أن في ذلك بُعداً دعوياً، وعندما يأتي بعض طلبة العلم والعاملين في المجالات الدعوية ويزاحمون أهل الدنيا في دنياهم، فإن في ذلك بُعداً دعوياً ورسالةً وتأصيل، فنحن نريد أن نُقيم دنيانا كما نقيم ديننا، فالناس في الغالب على قسمين: قسم أقام دنياه ونسي دينه، وقسم أقام دينه وكان سلبياً في التعامل مع دنياه، فلا تراه فاعلاً في مجتمعه، فهو موجود وغير موجود . وهنا ندعو كلا الطرفين، من أقام دينه ونسي دنياه، نقول له أنت أولى بها، ومن نسي دينه وأقام دنياه ندعوه إلى أن يُقيم دينه، ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )، ولدي شعارٌ أعتز به كثيراً وهو أن الدين في كل مكان فالبعض حاول قصر الدين على المسجد فقط وعزله وإقصائه عن سائر شؤون الحياة، وهذه مقولة خطيرة بل وكفرية ونقول أن الدين شاملٌ ومهيمن على جميع شؤون حياتنا، في المسجد والبيت والمصنع والمتجر وكل شيء، والدين كما تعلم يأمرنا بالعمل ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )، فعندما وجد سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – رجلاً في المسجد يعتمد في رزقه على الآخرين ولا يغادر المسجد، جاءه وضربه على ظهره وقال: قم ولا تُمت علينا ديننا فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ، وأقول لشباب بلادي وشباب المسلمين أن من يجتهد في طلب رزقه سيجد أبواباً تُشرع أمامه لم تكن تخطر له على بال، ونحن في حاجة إلى أن يكون لدينا من المسلمين في كل مجال، الطبيب والمهندس والعامل، حتى في مجال الرواية أتمنى أن يكون لدينا ما يُعرف بفن الرواية الإسلامية، مستمدة من الواقع متعلقة بجوانب دينية وأخلاقية تتسم بالصدق، وهناك إرث يمكن الاستفادة منه، وأشير هنا إلى كتاب أبي قدامه المقدسي ( التوابون ) فهو بذرة جيدة في قَص قَصَص التائبين مع التحفظ على بعض القَصَص التي أوردها رحمه الله . ![]() · أبا عبد الله هنا قد يعترض عليك بعض الناس، كيف تقول بفن الرواية الإسلامية، ووسائل الدعوة توقيفية ؟ أنا أقول أن أساليب الدعوة توقيفية، لكن ما المانع في أن يكون لدينا رواية صادقة فيها عظة، وتحكي قصة واقعية قد حصلت، ولنا في كتاب الله أسوة ( لقد كان في قَصَصهم عبرة لأولي الألباب )، والعلماء من أهل التحقيق والتدقيق لم يعطلوا جانب القَصَص، فإنك إن نظرت إلى كتب شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله وتلميذه بن القيم رحمه الله، لوجدت أنهما لا يهملان ذكر بعض الأحداث والوقائع، وإن شئت انظر إلى ما سطره تلميذه شيخ الإسلام الإمام بن كثير – رحمه الله – في كتابه الماتع الفريد من نوعه (( البداية والنهاية ))، فالكتاب من أوله إلى آخره وهو يحوي آلاف الصفحات كله قصص وأحداث ووقائع فيها حكم ودروس وعبر. ![]() ولئلا يتقول متقول فيحرف كلامي عن ظاهره، أنا لا أقول بالكذب والتمثيل المحرم ولكني أدعو إلى فن الرواية الإسلامية الهادفة الذي إن رآه العقلاء وتمعنوا في أصوله وضوابطه ومضامينه ضمن الضوابط الشرعية، فإنهم قد يستحبونه أكثر من الشعر، إذ الكذب في الشعر والمبالغة أكثر أحياناً من فن الرواية الإسلامية الصادقة غير المحرفة، والتي هي من قبيل القصص المشروع. نقلة أخرى .. وهي أننا كمجتمع مسلم نتعرض لهجمة شرسة طالت نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذا كله جراء جهل أولئك بديننا وعدم معرفتهم نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، والذي أجزم أنهم لو قرؤوا عنه لأحبوه حتى وإن بقوا على الكفر . إن الذين يسنون أقلامهم المسمومة في وجه ديننا هم في الحقيقة ظاهرة مرضية ونحن أطباؤها، والواجب علينا علاجهم بالممكن والمقدور عليه والمتاح لنا، وأرى أن أفضل علاج لهم خاصة في الوقت الراهن هو دعوتهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن . ![]() ويجب أن نبادرهم بها – أي بالدعوة – ولا ننتظر حتى يُهاجم ديننا ونبينا ومن ثم نبدأ في الدفاع عن ديننا، ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )، فلماذا لا يقوم أحدنا مثلاً بمراسلة أحد الكتاب، ومجادلته بأفضل السبل وامتثال هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله، وعرض ما في ديننا من قيم، كل ذلك دون أن تُثقل عليه حتى لا ينفر، مع التنويع كأن تحدثه عن سماحة الإسلام في رسالة وتعتمد لغته التي يتحدثها، هناك أشياء أخرى يمكن أن تكون مؤثرة كأن تبعث له بعض الهدايا كالطيب والسواك وتشرح له ورود الأدلة على فضل السواك وفوائده الطبية التي أثبتها الأطباء المسلمون وغيرهم، وتهديه طيباً وما إلى ذلك، وبذلك يكون الطريق مفتوحاً أمامه للاستماع للدعوة على الأقل كما قال الشاعر : أحسن إلى الناس تستأسر قلوبهمُ إذ طالما استأسر الإنسانَ إحسانُ فبالهدية والإحسان تستطيع أن تمتلك قلب من تتحدث إليه بإذن الله، فيستجيب لك ويستمع إلى دعوتك، وهذا أسلوب وهدي نبوي كريم كان يقوم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم دخل في دين الله أفواجاً من الناس بسبب الإحسان. فبعض المشركين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أساؤوا إليه، فقابل إساءتهم بالصبر والإحسان، كان ذلك سبباً في إيمانهم، قال تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) . فمستقبل رسالتك إما أن يُسلم وفي إسلامه خير كثير، لأن الكثيرين سيتأثرون به فيتحول من عدو للإسلام إلى مدافع عن الإسلام. والاحتمال الثاني: قد يرفض رسالتك لكنه عندما ينشرها ولو تهكم بها فإنه بذلك يدعو سواه ويثير بعض الأسئلة التي تجذب الأنظار إلى البحث عن هذا الدين العظيم . · تقوم مكاتب دعوة الجاليات بدور إيجابي كبير، كيف يمكن أن يُسهم المسلم في ذلك – وكيف يدعمها ؟ هناك مائتا مكتب دعوة جاليات، أذكر منها مكتب البديعة ومكتب البطحاء ومكتب الروضة وغيرها من المكاتب، يدعون عبر الهاتف وهناك أساليب أخرى، قل مثلاً أنك أثناء تعاملك مع جنسيات أخرى من خلال المطاعم والمقاهي وغيرها، فعند تعاملنا معهم يمكن استمالتهم من خلال تصرفات بسيطة لكنها تترك أثراً كبيراً، هب مثلاً أنك تركت له عند حسابك بقية النقود ولم تستلمها، تُهديها له، تترك بذلك انطباعاً جيداً عنك كمسلم، وتكون باباً لدعوته، وبإمكان الشخص أن يُعرف مكاتب الدعوة عن هذا الشخص عبر الهاتف، فيحصل بينهم تعاون وتتم دعوته إلى الإسلام عبر الهاتف . وهذه المكاتب تقوم بعمل جليل وهو الدعوة إلى الله تعالى ونشر الإسلام . · في رأيك ما هي أسباب الهجمة التي يتعرض لها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ؟ أولاً أصل العداء والأذية لا تُستغرب، وقد أوذي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وكُذب وطُرد من داره مكة وحورب على دعوته من قبل مشركي قريش، والأنبياء من قبل قد حوربوا في سبيل تبليغ دعوة الله، فلا يُستغرب حصول مثل هذا العداء بين فترة وأخرى، والله يتولى الدفاع عن عباده، قال الله تعالى ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) وقال عز وجل في حق نبيه صلى الله عليه وسلم : ( إنا كفيناك المستهزئين ) . وأرى أن أسباب الهجمة على نبينا صلى الله عليه وسلم هي أنهم خشوا على ثقافتهم من الإسلام وتمدده، لذا فهم يريدون أن يصفونا يما ينفر، وأدعو الناس إلى التأسي به صلى الله عليه وسلم فلم يثنه ذلك عن دعوته، وقد قال مجاهد رحمه الله في قوله تعالى ( ولربك فاصبر ) أي : اجعل صبرك على أذاهم في سبيل ربك عز وجل . وقال تعالى : ( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم )، فأين نحن من ذلك، وأوصي بألا ننقل المشكلة إلى أرضنا فهي هناك بعيدة فلا نجعلها قضية وخلاف بيننا . والواجب أن نرى ردة فعل حميدة عن طريق تعليم هؤلاء وإيضاح لهم من هو محمد صلى الله عليه وسلم وما دينه وعقيدته وآدابه وأخلاقه، وهذا أبلغ ما يُرد به عليهم ولا يكون الرد بحال من الأحوال، بأن يكسر المسلمون المحال التجارية ولا أن يحرقوا إطارات ولا مظاهرات ومسيرات، فإنها لا تصيد صيداً ولا تنكأ عدواً ولكنها تكسر السن وتفقأ العين . · متى تتقد قريحتك الابتكارية ؟ لا أتوقف عن الابتكارات التي لا تخل بالشرع بفضل الله تعالى . القريحة الابتكارية عندي ليست مرتبطة بوقت معين، فالأفكار تأتيني أحياناً بمجرد استيقاظي صباحاً ، وسر هذا كما أعتقد هو التسبيح فأنا أفكر كثيراً قبل النوم، وبهذا المناسبة يجدر التحذير من أن يكون هم العبد الدنيا فقط دون الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم : " مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ " رواه الترمذي وصححه الألباني وعندما سألته فاطمة رضي الله عنها وذكرت له أنها تتعب في خدمة بيتها وتريد خادماً يخدمها هي وزوجها، فقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم " رواه البخاري ومسلم، والله دائماً ما قلتها إلا وصحوت مبكراً وأمضيت يومي نشطاً، وأعانني الله على أموري كلها اليوم كله . · لك ابتكارات أخرى كثيرة غير ما ذكرت، حدثنا عن بعضها ؟ بالنسبة للابتكارات عندي برج السعودية على شكل سيفين ونخلة، وهو أكبر شعار دولة في العالم على هيئة برج، وهو عبارة ثلاثة أبراج في برج، وقد يدخل العمل موسوعة جينيس، وهي ليست مقصداً لذاتها، وحصلت على براءة تصنيع للعمل، ولدي أبراج أخرى: السيف، والخنجر، والمبخرة، و الدلة، وبرج الكمبيوتر، ويمكن أن يجتمع فيه كافة النشاطات المتعلقة بنفس المجال، وأيضاً برج الجوال، وبرج الحقنة الطبية، ويمكن أن يشتمل على مجموعة من الجهات العاملة في المجال الطبي سواء كانت مستشفيات أو شركات أدوية وغيرها، ولدي بفضل الله تصميم مبنى العربة ومبنى الضرس وغيرها . · كيف تأتيك مثل هذه الأفكار ؟ أثناء مشاركتي في معرض الظهران قبل عدة أشهر، جاءت إحدى طبيبات الأسنان والتقت بالعارضين من منسوبي المؤسسة، وطلبت بناء برج يوحي بنشاط طب الأسنان، فلما اتصل بي أحد منسوبي فريق العمل من المعرض، فعلى الفور وعلى أحد المناديل رسمتُ برج (الناب) والذي يمثل الفكرة التي طلبتها الطبيبة صاحبة المشروع . وهناك مبنى على شكل طائرة، ويمثل مبنى أو مجسم لمطار ضخم على هيئة طائرة . · سمعنا عن شماغ المنتخب ؟ شماغ المنتخب هو شماغٌ بلون وشعار المنتخب السعودي، وقد نال بحمد الله براءة الابتكار، وهناك أشمغة بألوان الأندية ، ولدينا توجه لتصنيع أشمغة بألوان أندية عالمية، وفي هذا رسالةٌ، فعندما يتعلمون كيف نلبس الشماغ فقد يتبعون ثقافتنا ويزدادون في الاطلاع على تراث العرب ودين الإسلام، وهذا بابٌ عظيم من أبواب دخول أكثر من دخل في الإسلام، وقد يسلمون بعد ذلك، وقد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: المشابهة في الظاهر تورث المحبة في الباطن، فلماذا لا نجعلهم يتشبهون بنا وننقل إليهم ثقافتنا . · نعلم أنك المشرف العام على ( صفحة نايف الإسلامية ) حدثنا عن هذه الصفحة . ( صفحة نايف الإسلامية ) هي عبارة عن صفحة إلكترونية أنشأتها منذ فترة تهدف إلى المشاركة في هذه الثورة المعلوماتية العالمية ( الانترنت )، ووجدت أنه من الأهمية بمكان أن تكون لي مشاركة في هذا المجال ولو كان قليلاً، فهي صفحة إسلامية علمية دعوية تربوية اجتماعية وترفيهية شاملة، تهدف إلى التنويع والتشويق، فهي تهدف إلى نقل العلم الشرعي وإيصال الدعوة الحقة مع عدم إغفال جانب الترفيه عن النفس، وكذلك تهتم الصفحة بأبرز أخبار الوطن والأخبار الإسلامية الدولية عامة، وقريباً بإذن الله ستفتتح ( منتديات الليث الإسلامية ) لإفادة وإشغال وإمتاع الشباب المسلم بالجديد والمفيد، كما أنه سيكون بإذن الله هناك نسخٌ من الموقع بلغات مختلفة للتعريف بالإسلام، ولخدمة الجاليات المسلمة غير الناطقين بالعربية، وعنوان الموقع هو : www.annoon.com · معنى هذا أنكم بحاجة إلى مشرفين ومتعاونين ؟ نعم .. نحن بحاجة إلى مشرفين يتعاونون في المنتدى . · ماذا تقول أخيراً ؟ -أقول أنه يجب على الجميع أن يعمل بما يعمر القلوب والأرض، وديننا دين رحمة وبلادنا فيها الخير والبركة، وما علينا إلا العمل، ولولا بعض الحرج لاستقليت ( لموزين ) وعملت عليه وبينت للشباب كم فيها من فوائد، وقد ركبت اللموزين مرات وسألت السائق عن مكسبه وعرفت أنه يكسب ما يعادل سبعة آلاف وخمسمائة ريال في الشهر، وبلادنا مترامية الأطراف يأتيها الناس من بعيد ليأكلوا منها عيشاً طيباً مباركاً، لا نحسد هؤلاء لكن نقول .. أين شبابنا ؟؟ . وأنصح بعدم النوم بعد الفجر، فإن البركة تكون في البكور، وأنا لا أنام بعد الفجر إلا إذا كنت مريضاً أو متعباً من سفر أو سهر، قال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) رواه أبو داود والترمذي وبن ماجه وصححه الألباني رحمهم الله . أقول للجميع اسعوا إلى الآخرة واعمروا دنياكم في طاعة الله، ولا تحزنوا على أمر فات من أمور الدنيا، بل احزنوا على ركعة فاتت أو على فرصة تقربكم إلى الله لم تلحقوا بها، ونسأل الله أن يجعلنا مشغولين بطاعته، فكلٌ في مجاله . . ( ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار )المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
|
|