ارفع رأسك فأنت بحريني

 

ارفع رأسك فأنت بحريني

هناك عوامل وعناصر مسئولة وأخرى من أبناء الشعب شاركت وساعدت على فضح ودحر المؤامرة على استغلال مكانة بلادنا. القيادة الحكيمة التي رأت من الصبر وطول النفس مقياسا حكيما للحوار بدأ الطرف الاخر بالتمرد والسلبية والأنانية والكذب وتجاوز النظام والقانون حتى تجمع أبناء الشعب كله ليقولوا لهؤلاء المفسدين: إنا هنا إذاً نحن موجودون. كشفت المؤامرة ومعها خلاياها السرطانية التي أخذت بالمواقف المتاحة إلى مسارات ومنحنيات خاطئة وأصبح التمرد على الشرعية عنوانا للعنف وترويع الناس في الشوارع. الأزمة الأخيرة التي مرت بها بلادنا قد أزاحت الكثير من الأقنعة البغيضة والبؤر النائمة ومن معها من الفضائيات الأجنبية وأصحاب الأقلام والأصوات المأجورة فالطائفية المؤججة من الخارج كانت عنوانا لتلك المؤامرة وقد أوضحت بصورة قاطعة مدى التدخلات الفاشلة التي تتطاول على منجزات ورموز وشعب هذه المملكة المباركة فكل الاتهامات الواردة كانت باطلة ولا تستند للحقيقة والواقع بشيء يذكر من الذي يعيشه ويحياه الشعب البحريني رغم كل التراكمات المشحونة من خلال الشائعات والإعلام المدسوس الذي كان يراد منه منحى معوج وطريق مظلم والإساءة للرموز الثابتة وخلط الأوراق بين الطائفتين الكريمتين اللتين هما في الواقع النسيج البحريني الأزلي واللتين أسهمتا في بناء الوطن وتقدمه وتطوره فما حدث لا يتعدى مجرد محاولات مغلوطة جاءت بقراءة غير دقيقة عن مكونات ورموز هذه المملكة فكانت المحاولة الأخيرة مدفوعة بشعارات وأجندة وحسابات ومواثيق مشحونة بالحقد والكراهية وبعيدة عن الواقع المحلي بل كشفت أنها تعمل لصالح دولة أجنبية وأحزاب مشبوهة معروفة بارتكابها جرائم ضد الإنسانية، هؤلاء بالطبع لا ينتمون لهذا الوطن فكرا ووطنية بأي حال من الأحوال وهذا أمر يجب ألا يغيب عن نظر القيادة السياسية التنفيذية ولا عن المحاور التشريعية التي تمثل وجهات نظر الشعب بأكمله. إن لهيب أي نزاع محلي يمكن ان يتحول إلى حريق في كل منطقة وكل بيت وفي كل داعوس والبطش والتخويف والتخريب حرام شرعا وحجة للخيانة العظمى فلا يجوز في مرحلة البناء ان تكون هناك فئة مخربة مفسدة تعطل خريطة التنمية المستقبلية ويجب على كل مواطن في بلادنا الا يكون سببا في تعطيل العمل في المدارس والشركات وغيرهما التي تخدم مصالح الوطن والمواطنين. هذه بلادنا بقادتها الأوفياء يعتمدون. هذا الموقف فهو مبدأ ينطلق من واقع المصالح الوطنية والقومية والدولية على حد سواء وذلك لهيب بعض البؤر يستعر عند عتبات مصالحنا ولا يمكننا ان ننظر بعين عدم الاكتراث إلى مصير الشعوب التي تصبح كما كانت قبل الاستقلال هدفا للتعسف وسلب المقدرات والضغط من جانب الاستعمار. إن أهم ما في الموقف من النزاعات الداخلية هو فهم واقع التوتر الأمني الذي تقود جذوره إلى الفوضى والماضي البغيض والى الظروف المعيشية الصعبة. إن مجتمعنا البحريني المتسامح اللطيف الرائع لا يرضى عن هذه الممارسات الخاطئة التي تستهدف الانجازات والأمن والاستقرار بل نحن اليوم مطالبون بضرورة التحقيق الأحادي والحزم وتوحيد الصفوف لمواجهة هذه المخاطر المستوردة من خارج الحدود والمندسة على تعاليمنا الإسلامية السمحة وعرفنا وتقاليدنا البحرينية. كان التعامل مع هذه الأزمة حذرا من أبناء الشعب البحريني الشريف بوطنيته الذي أكد على مر السنين الطويلة انه حر أبي لا يقبل بالهوان أو التهميش أو التدخل من أي طرف اخر فالثوابت القيادية من العائلة الحاكمة (آل خليفة) ميراث وتاريخ البحرين وخط احمر لا يرضى الشعب تجاوزه فهي المرجعية الأكثر ملاءمة ووضوحا لهذه المملكة وشعبها فالملك حفظه الله هو الأب والابن والأخ والصديق للجميع يحرص كل الحرص على التدخل المستمر لمتابعة شؤون الحياة المعيشية للمواطنين وإيجاد الحلول للأزمات الوطنية الطارئة وكثيرا ما يقوم بتعزيز الحياة الاجتماعية لأبناء الوطن فيجب إن نذكر ما قامت به المملكة خلال العشر السنوات الماضية خاصة تحسين معيشة المواطن فهذا هو سمو الأمير خليفة بن سلمان الموقر وسمو الأمير ولي العهد الأمين اللذان حددا ملامح المستقبل وقاما ومازلا يقومان بالتغيير والتجديد والتطوير والنمو على الأصعدة والميادين كافة ذات الصلة المرتبطة بمصالح المواطن البحريني. إن مصداقية مملكة البحرين ليست محلا للشك ولهذا فالاستقرار الأمني يدفع بالضرورة إلى الاستقرار والسلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والمعيشي لأبناء الوطن، فالبحرين رغم تركيبتها السكانية ومساحتها الصغيرة ومواردها المحدودة نجحت في مسيرتها كدولة متقدمة فيما فشل غيرها، نجحت لأنها انتهجت مبادئ العدالة والمساواة، نجحت لأنها كشفت عن المؤامرة ومن وراءها فاليوم وغدا ارفع رأسك فأنت بحريني. ندعو الله سبحانه وتعالى ان تنقشع وتنهمر هذه السحابة السوداء التي ظلت على كاهلنا أكثر من شهر محملة بأبخرتها المتطايرة من دولة أجنبية كادت ان تفتك بأجساد أبنائنا لولا حكمة هذا الملك الكبير ورئيس الوزراء العزيز على القلوب البحرينية وولي العهد الأمين وأفراد الشعب البحريني الأبي والجوار الخليجي العربي والأمة العربية والعالم. إن قادة المملكة الحكماء نجحوا في بث استمرارية الطمأنينة ودعم المشاعر الجميلة والحمية الوطنية بين أبناء الشعب الكريم كافة بالإضافة إلى أنهم كشفوا عن المؤامرة الدنيئة وما كان مخططا له مثل الفتن الطائفية والفرقة والخراب والدمار وزعزعة الأمن والاستقرار الذي تبين انه كان مستوردا من أياد وأفكار أجنبية حاقدة. إن الممارسات الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار أمر مرفوض والتدخل في شؤوننا غير مقبول وكل من استغل مبادئ الإصلاحات والديمقراطية والتسامح والمكرمات الملكية بعكس رياح العزة والكرامة وبمنحنيات خاطئة وتصادمات هدامة وبأفكار شاذة عن العرف والحس الوطني بين الحين والاخر وافتعال مشكلات في العمق الوطني لشعبنا هؤلاء لا يواجهون إلا بالرفض الشعبي العريض لأنهم يدمرون ويعطلون المسيرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والمعيشية ولعله اليوم قد آن الأوان لكي يتم فتح كل الملفات والتفتيش فيها فما حدث بالأمس كان كابوسا اسود نتمنى الا يتكرر.

المصدر: منتدى الخليج