منذ /12-16-2012, 02:35 PM
#1
|
رقم العضوية :
11568
|
تاريخ التسجيل :
Dec 2011
|
الجنس
:
ذكر
|
الدولة :
Iraq
|
مجموع المشاركات :
10,688
|
النقاط :
|
تقييم المستوى :
10
|
قوة التقييم :
2139
|
|
|
 |
|
 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإذا خاطبهم الجاهلون قَالوا سلاما
إنه لا بد للإنسان في هذه الحياة أن يخالط الناس، فحوله الجيران والأقارب ،
وهناك الزملاء في قاعات الدراسة، وهناك آخرون في أماكن العمل.
وبحكم هذه المخالطة مع أنواع مختلفة وأنماط متباينة فإنه لا بد وأن يصدر من بعض
الناس شيء من الإساءة يقل أو يكثر ، بقصد أو بغير قصد ، فلو تخيلنا أن كل إساءة
ستُقابَل بمثلها لتحولت المجتمعات إلى ما يشبه الغابات، ولتخلى الناس عن خصال الخير،
ولغدوا بلا ضوابط ولا روابط.
وحتى لا يتحول مجتمع المسلمين إلى ما يشبه هذه الصورة المنفرة فقد أمر الله تعالى
عباده المؤمنين بأن يدفعوا السيئة بالحسنة :
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
(فصلت:34).
ولا شك أن الخصلة التي هي أحسن من رد السيئة بمثلها إنما هي العفو والإحسان ،
أو الإعراض وكف الأخذ والرد في موضوع الإساءة.
إنك- أيها الحبيب- حين تتحلى بهذا الخلق الكريم فإنك تحافظ على وقارك واتزانك،
فلا تنجرف مع استفزازات المحرشين اللاغين
فتكون بذلك من عباد الرحمن الذين وصفهمعز وجل بقوله:
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ).
(المؤمنون:3)
وقوله تبارك وتعالى: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ
سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ).
(القصص:55)
وقوله تبارك وتعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً).
(الفرقان: من الآية63)
وإنك حين تعامل من أساء إليك بالحسنى ، تكون قد كظمت غيظك
فحينئذ يصدق فيك قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على
رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء".
الراوي:معاذ بن أنس الجهني
المحدث:الألباني
- المصدر:صحيح ابن ماجه-
الصفحة أو الرقم:3394
خلاصة حكم المحدث:حسن
إن من أعظم ثمرات الدفع بالتي هي أحسن أن يتحول العدو الذي يجابهك
بما يسوؤك ويؤذيك إلى نصير مدافع وصديق حميم.
سبحان الله !
إن سحر الخلق الفاضل ليفوق في كثير من الأحيان قوة العضلات وسطوة
الانتقام، فإذا بالخصم ينقلب خلقا آخر:
(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
وقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قوله:
ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك.
إننا رأينا خير الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم يتحمل إساءة المسيئين،
ليس هذا فحسب بل كان يعفو ويصفح،
وهذا ما وصفته به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين
قالت: " ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح".
الراوي:عائشة
المحدث:الألباني
- المصدر:صحيح الترمذي-
الصفحة أو الرقم:2016
خلاصة حكم المحدث:صحيح
وهكذا كان الصالحون رضي الله عنهم على نهجه صلى الله عليه وسلم يسيرون ،
فهذا أحدهم يُسب فيقول لسابه: إن كنتَ كاذبا فإني أسأل الله أن يغفر لك،
وإن كنت صادقا فإني أسأل الله أن يغفر لي.
إننا وإن كنا جميعا مطالبين بالتحلي بهذا الخلق
فإن من رزقه الله سلطانا أولى بهذا من غيره،
ولهذا كان من آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته قبل وفاته
أن قال موصيا بالأنصار خيرا:
"فمن ولي شيئا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم،
فاستطاع أن يضر فيه أحدا أو ينفع فيه أحدا،
فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم".
الراوي:عبدالله بن عباس
المحدث:البخاري -
المصدر:صحيح البخاري-
الصفحة أو الرقم:927
خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
ولما جاءه رجل يشكو خادمه :
إن لي خادما يسيء ويظلم أفأضربه؟
قال : " تعفو عنه كل يوم سبعين مرة".
الراوي:عبدالله بن عمر
المحدث:الألباني -
المصدر:صحيح الترغيب-
الصفحة أو الرقم:2289
خلاصة حكم المحدث:صحيح
كذلك يحتاج إلى هذا الخلق بصفة خاصة من كان له قرابة وأرحام يسيئون إليه،
فإنه لا يقابل سيئتهم بمثلها ولكن يعفو ويصفح ويزداد إحسانا،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني،
وأحسنُ إليهم ويسيئون إليّ، ويجهلون عليّ، وأحلم عنهم؛
قال: "لئن كان كما تقول كأنما تسفُّهم الملَّ،
ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمتَ على ذلك".
الراوي:أبو هريرة
المحدث:مسلم -
المصدر:صحيح مسلم-
الصفحة أو الرقم:2558
خلاصة حكم المحدث:صحيح
قال النووي: (كأنما تطعمهم الرماد الحار،
وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم).
عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: لقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخذت بيده فقلت: يا رسول الله، أخبرني بفواضل الأعمال؛
فقال: "يا عقبة، صِلْ من قطعك، وأعطِ من حرمك، وأعرض عمن ظلمك
الراوي:عقبة بن عامر
المحدث:الألباني -
المصدر:صحيح الترغيب-
الصفحة أو الرقم:2536
خلاصة حكم المحدث:صحيح لغيره
إن الدفع بالتي هي أحسن هو الدواء المرمم لما يبلى أو ينهدم من الروابط الاجتماعية ،
والمصلح لما يفسد منها ، والمجدد لما ينطمس منها، وبه تحيا معاني الخير في النفوس ،
ويتبارى الناس في الإحسان ، وتغلق أبواب الشر على الشيطان،
ولا يتاح للإساءة أن تتفاقم بل يغمرها الإحسان ويقضي على دوافعها ورواسبها.
جعلني الله واياكم ممن نقول ونعمل ..
وان يرزقنا حسن الخلق .. والعفو عن الناس
|
|
 |
|
 |

|
|
|