منذ /01-04-2013, 06:35 PM
#1
|
|
|
|
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينَ تأوي الرّاحةُ فُرشَ القلوب ...
وتَنْعمُ بهِ ولا شيْءَ يشقّ هذا السّكون
هناكَ عقولٌ تُدْركُ ما حوْلها يحوم
فلا تفْتأُ هيَ عنْ ذكْر الودود ...
مُشْبِعةً حواسّها بما للهِ يطيبْ
في السّراء هُم كما في الضّراء المُصيبْ
ولا يفْترونَ منْ طعْمِ - اللّذة- التي تُغْرقُ الأذْهان
باحثينَ عنْها في ما أمرهُ الرّحْمن ...
في طاعاتٍ تجْعلُ حبْلَ الوصالَ بيْنه وبيْن ربّهِ بلا انْقطاع
فما زالَ رطْباً بذكْرهِ اللّسان ...
بعْدَ أنْ سَقى أوْصالهُ بما عنْدَ الباري منِ اطْمئْنان
فقدْ قالَ ربّ العزّة في كتابهِ العزيز :
"ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ "
( الرعد : 28 )
قوْلٌ فصيحُ البيانِ منْ ربٍّ كريم
شاملٌ لكلّ فعلٍ أمرهُ بنا الرّقيب
خُطْوةٌ تجْعلُ الهمّ يسيرَ ويزولُ هَجَسُه بذكْر الحبيب
كيْفَ لا والحنايا غريقةَ لذّةٍ منْ ربٍّ حكيم
قريبةً بذكْرها منْ الخالقِ القدير
فتهْفو إليْهِ النّفُوسُ كلّما شعرتْ بطعْمِ حلاوةِ الذّكْرِ يزيد
فنعْمةُ الذّكْرِ تصلُ بالقلوبِ إلى برّ الأمان
ولنهبْ أنّ الذّكْرَ سفينةُ النّجاة ...
**************
وشراعُ تلْكَ - السّفينة -
" إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "
( آل عمران : 191 )
قوْلٌ يُلْهمُ الإحْساسَ بقوّةِ التّفْكير
ليقودَ صاحبهُ إلى حيثُ الجنائنِ والأمْر المُثير
فهذا حرْفُ لقانِ الحكيم في وصيّتهِ لابْنه
| ... إنْ طولَ الوَحْدة ألْهمُ للفكْرة , وطولُ الفكْرة دليلٌ على طرْقِ بابِ الجنّة ... |
فكمْ منْ مُهْتدي جالَ عقْلهُ قبْلاً الأفقَ الكبير
وعَرَفَ أنْ ما منْ خالقٍ لهُ إلّأ ربّ العالمين
فسارَ على طريقِ الصّوابِ والدّرْبِ المُسْتقيم
دعْوةٌ منْ ربّ السّموات والأرْض لتُرْفعَ الأبْصارُ إلى قدْرةِ الجبّارِ العظيم
والغَرَقِ في تأملاتٍ [ تجْعلُ العقْلَ بصير ]
فهذا أدْعى ليجْعلهُ يحومُ دروبَ الكوْن
ليرى أصْناف خلْقِ القدير في وعلى الأرْض
ومنْها ليبْني عمارةَ قلْبهِ ويزْرعْ تُرْبته ففيها منَ الله - القُرْب -
**************
ومجاذيفُ تلْكَ - السّفينة -
تتجلى في ما اللهُ ذكرْ :
" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ *فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ
مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
( السّجدة : 16 )
[ ... وقدْ أتاهُ منْ جارهِ ما لذّ منْ طعام
والجوعُ قدْ بلغَ منْهُ ما بلغْ
لكنّ ديناً عظيماً فيهِ قدْ زُرعْ
جعلهُ يذْكرُ جارهُ ليرْسلَ إليهِ ما عليهِ حصل
وما فتكتْ تدورُ بيْن جيرانه حتى عادتْ إلى صاحبِ الأصْل ... ]
فسبْحانَ الله الأعْظم الذي جعلَ هذا الخلْقَ في ديننا
ففي كلّ شيْءٍ لهُ حكْمة ...
كمْ منْ مؤمنٍ فقيرٍ آثرَ أخاهُ فغدا بقلْبهِ كبير
أبْصرتْ عيْناهُ بُعْداً آخرَ جميل
يكْسبُ بهِ رضا الرّحْمن وقلْبُ أخٍ كريم
لو أنّ كلّ قلْبٍ سارَ على هذا الأمْر
والْتزمَ منْهجاً بيّنَهُ لحدودِ القلْب ...
فما يعْتريهِ هَوَى إلّا وأمامَهُ صَمدْ ...
ليرْتقي القلْبُ بهِ درجاتٍ تجْعلهُ من الحليمِ أكْثرَ قُرْب
لرأيْنا أهْلَ الأرْضِ بلا فقْرٍ يُذْكر
أوحقدٍ دفينٍ في النّفوسِ يُزْرع
ولَأَمِنَ بهِ حوادثَ عللٍ أُصيبتْ بها قلوبٌ ذا حاجةِ عُسْر
كَالسّرقة , والاحْتيالِ , وغيْرُها كُثْر
فكمْ منْ فعْلٍ صغيرٍ في حياتنا يقودنا إلى كبيرٍ أجلّ
وما مُنحْنا نعْمةَ عقلٍ رزينٍ اّلّا للتّفْكيرِ في عَظيمِ وصغيرِ الأمور
**************
أجلْ يا نفْس وفي كلّ مرّة ستريْنَ فيها لذّةً غيْر
وستُدْركينَ جمالَ الكوْنَ بهذا الفعْل
فقطْ هِبي نفْسكِ فُرْصةً للتّغْيير
ونظْرةً أوْسع في هذا الدّين
فارْتقي ... وارْتقي ... وإلى عليّينَ فلْتمْضي
لِصاحِبتهِ[نديّة الغروب] |
|
|
|
|
|
|
|