منذ /10-10-2011, 10:56 PM
#1
|
رقم العضوية :
10814
|
تاريخ التسجيل :
Aug 2011
|
الجنس
:
أنثى
|
الدولة :
none
|
مجموع المشاركات :
12,063
|
النقاط :
|
تقييم المستوى :
10
|
قوة التقييم :
2414
|
|
|
صبر ماشطة بنت فرعون صوره من صور تعذيب فرعون للمؤمنين
ماشطة بنت فرعون لم يحفظ التاريخ اسمها ولكنه حفظ فعلها
تلك المرأة الصالحه كانت تعيش هي وزوجها في ظل مُلك فرعون زوجها مقرب من فرعون
وهي خادمه ومربيّه لبنات فرعون فمنَّ الله عليهما بالإيمان فلم يلبث زوجها أن علم فرعون بإيمانه فقتله
فلم تزل الزوجه تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون
وتنفق على أولادها الخمسه
تطعمهم كما تطعم الطير أفراخها
فبينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم
إذ وقع المشط من يدها فقالت بسم الله
فقالت ابنة فرعون : الله أبي
فصاحت الماشطه بابنةِ فرعون : كلاّ بل الله ربي وربك ورب أبيك
فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها ثم أخبرت أباها بذلك
فعجب أن يوجد في قصره من يعبد غيره فدعا بها
وقال لها : من ربك ؟؟
قالت : ربي وربك الله
فأمرها بالرجوع عن دينها
وحبسها وضربها فلم ترجع عن دينها
فأمر فرعون بقدر من نحاس فمُلئَت بالزيت ثم حُمِي حتى غلى
وأوقفها أمام القدر فلما رأت العذاب أيقنت إنما هي نفس واحده تخرج وتلقى الله تعالى
فعلم فرعون أن أحب الناس أولادها الخمسه الأيتام الذين تكدح لهم وتطعمهم
فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسه تدور أعينهم يدرون إلى أين يُساقون
فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي
وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها وأرضعته فلما رأى فرعون هذا المنظر أمر بأكبرهم
فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلي والغلام يصيح بأمه ويستغيث ويسترحم الجنود ويتوسل إلى فرعون
ويحاول الفكاك والهرب وينادي إخوته ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين وهم يصفعونه ويدفعونه
وأمه تنظر إليه وتودعه
فما هي إلا لحظات حتى أُلقِيَ الصغير في الزيت
والأم تبكي وتنظر وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيره
حتى إذا ذاب لحمه على جسمه النحيل وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت
نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر فأبت
فغضب فرعون وأمر بولدها الثاني فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث
فما هي إلا لحظات حتى ألقي في الزيت وهي تنظر إليه وتبكي
حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه
والأم ثابته على دينها موقنه بلقاء ربه
ثم أمر فرعون بالثالث فسُحب وقرب من القدر ثم حمل وغيب في الزيت وفعل به مافعل بأخويه والأم ثابته على دينها
فأمر فرعون أن يُطرح الرابع في الزيت فأقبل الجنود إليه وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه
فلما جذبه الجنود بكى وانطرح على قدمي أمه ودموعه تجري على رجليها وهي تحاول أن تحمله مع أخيه تحاول أن تودعه وتشمه
فحالوا بينه وبينها وحملوه من يديه الصغيرتين وهو يبكي ويستغيث ويتوسل بكلمات غير مفهومه وهم لا يرحمونه
و ماهي إلاّ لحظات حتى غرق في الزيت المغلي وغاب الجسد وانقطع الصوت وشمت أمه رائحه اللحم
وعلت عظامه الصغيره بيضاء فوق الزيت يفور بها تنظر الأم إلى عظامه وقد رحل عنها إلى دار أخرى
وهي تبكي وتتقطع لفراقه
طالما ضمته إلى صدرها وأرضعته طالما سهرت لسهره وبكت لبكائه
كم ليله بات في حجرها ولعب بشعرها وألبسته ثيابه فجاهدت نفسها أن تتجلد وتتماسك
فالتفتوا إليها وتدافعوا إليها وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها
فلما انتُزع منها صرخ الصغير وبكت المسكينه ولما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها
أنطق الصبي في مهده ..
وقال لها : يا أماه اصبري فإنك على حق ..
ثم انقطع صوته عنها وغيب في القدر مع إخوته وذهب الأولاد الخمسه ..
وها هي عظامهم يلوح بها القدر .. ولحمهم يفور به الزيت .. تنظر المسكينه إلى هذه العظام الصغيره .. عظام من ؟؟
إنهم أولادها .. الذين ملئوا عليها البيت ضحكاً وسروراً ..
إنهم فلذات كبدها وعصارة قلبها الذين لما فارقوها كأن قلبها أخرج من صدرها طالما ركضوا إليها وارتموا بين يديها وضمتهم إلى صدرها
ومسحت دموعهم بأصابعها ثم ها هم ينتزعون من بين يديها ويقتلون أمام ناظريها وتركوها وحيده وتولوا عنها
وعن قريب ستكون معهم ..
كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين العذاب بكلمة كفر تسمعها لفرعون لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى
ثم لما لم يبق إلا هي أقبلوا عليها كالكلاب الضاريه ودفعوها إلى القدر
فلما حملوها ليقذفوها في الزيت نظرت إلى عظام أولادها فتذكرت اجتماعها معهم في الحياه فالتفتت إلى فرعون
وقالت : لي إليك حاجه
فصاح بها وقال : ماحاجتك ؟
فقالت : أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد
ثم أغمضت عينيها وألقيت في القدر واحترق جسدها وطفحت عظامها
ما أعظم ثباتها وأكثر ثوابها
ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها ..
فحدث به أصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقي
( لما أسرى بي مرت بي رائحه طيبه .. فقلت : ما هذه الرائحه ؟ فقيل لي : هذه ماشطة بنت فرعون وأولادها... )
الله أكبر ..
تعبت بالدنيا .. لكنها استراحت كثيراً في دار الخلد ..
مضت هذه المرأه المؤمنه إلى خالقها ..
|
|
|
|