آخر 10 مشاركات |
الإهداءات | |
#1 | ||||||||||||
|
إن حرب الكلمة، وسوط اللسان، ووقع الاتهام بالزور والبُهتان، أشد على الإنسان من قذائف الدبابات، وغارات الطائرات، بل ومن سائر الأسلحة والمعدات، ولاسيما في عصرنا هذا الذي أصبحت فيه الكرة الأرضية كقرية صغيرة تدور فيها الكلمة كلمح البصر. وهذا ما حدا بكثير من الدول في عصرنا أن توجه أسلحة الكلمة إلى صدور أعدائها قبل أن تغزوها بالآلة العسكرية. ولقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء، وعبدالله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول: خلُّوا بني الكفارِ عن ســبيلِهِ *** اليوم نضربكم على تنزيـلِـــهِ ضرباً يزيل الهام عن مَقِيلِــه *** ويُذهل الخليل عن خليلِــــــهِ فقال له عمر: يا بن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حرم الله تقول الشعر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خل عنه يا عمر، فلهي أسرع فيهم من نضح النبل. وعن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :اهجوا بالشعر، إن المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده كأنما ينضحونهم بالنبل . يقول الإمام النووي :في ذلك جواز هجو الكفار، ما لم يكن أمان، وأنه لا غيبة فيه، وأما أمره صلى الله عليه وسلم بهجائهم وطلبه ذلك من أصحابه واحداً بعد واحد، ولم يرض قول الأول والثاني، حتى أمر حساناً، فالمقصود منه النكاية في الكفار، وقد أمر الله تعالى بالجهاد في الكفار والإغلاظ عليهم، وكان هذا الهجو أشد من رشق النبل، فكان مندوباً لذلك، مع ما فيه كف أذاهم، وبيان نقصهم والانتصار بهجائهم المسلمين. قال العلماء: ينبغي أن لا يُبْدَأ المشركون بالسب والهجاء مخافة من سبهم الإسلام وأهله، قال الله تعالى : ((ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عَدواً بغير علم )) (الأنعام: 108). ولقد أدرك الأعداء أثر كلمة الحق على الناس، ومن ثم كانوا يحرصون على الحيلولة بين الناس والقرآن، فكانوا يقولون : ((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)). (فصلت: 36). أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة إذا قرأ القرآن يرفع صوته، فكان المشركون يطردون الناس عنه، ويقولون : ((لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)). وقال أبو العالية وابن عباس أيضاً: قعوا فيه وعيِّبوه ((لعلكم تغلبون)) محمداً على قراءته فلا يظهر ولا يستميل القلوب، هذا من جانب، ومن جانب آخر عمدوا إلى إلصاق التهم بالنبي صلى الله عليه وسلم كقولهم: كذاب، ساحر، كاهن، شاعر... ومن أجل ذلك نجد الحث المتكرر في القرآن الكريم بالصبر على أذى القول : ((واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً )).(المزمل: 10) (( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون. فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)) . (الحجر: 97 ـ 99). إن أهل الحق قد يغضبهم ما يقال فيهم مما ليس فيهم، ومع ذلك فواجبهم تلقي ذلك بالصبر والحلم اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم اقتداءً بموسى عليه السلام. وتأمل معي هذه الآية التي توطن نفوس المؤمنين، وتهيئ أفئدتهم لتلقي سموم الكلمات بصدر رحب، وحلم واسع، وصبر وتقوى، حيث يقول رب العالمين (( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) . (آل عمران: 186). وليكن المسلم على يقين من أنه بالصبر والتقوى لن يلحقه من كيد الأعداء شيء : ((وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا إن الله بما يعملون محيط)). (آل عمران: 021). (( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)). (آل عمران: 147). وإذا لحقهم من الأذى شيء فهو أذى بالتنكير، للتحقير والتقليل، كما جاء في القرآن الكريم بأبلغ عبارة فقال تعالى : (( لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون )). (آل عمران: 111) (( إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القومَ قرحٌ مثله )).(آل عمران: 140). كما أن أقوال الأعداء المفتراة وكلمات الأفواه، لم ولن توقف زحف الحق وانتشار نور الإيمان : (( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )).(الصـف: 8). ومع دعوتنا للمسلم للصبر والتأسي برسل الله في العفو والصفح، ولكننا نحذِّر قومنا، والذين يعلم الله أننا لا نريد لهم إلا الخير والإصلاح في الدنيا والآخرة، وهذا ما يجعلنا نتحمل كل ما يصيبنا من أذى وعنت ممن نحبهم، ونأبى أن نبادلهم العنت والمشقة، ويعلم الله أن ذلك لا يعجز أي شخص حتى ولو كانوا أطفالاً، فإنهم ينتقمون ممن يؤذيهم ولو كانوا رجالاً كباراً بالأسلوب والوسيلة التي يقدرون عليها. مع ذلك فإننا نحذر قومنا وننصحهم بأن التمادي في الغواية، والاستمرار في الضلالة بالنيل من أولياء الله وأصفيائه، يعرضهم لمقت الله وغضبه، وينزل بهم عذاب الله من حيث لا يحتسبون (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )). (النور: 63). وقد توعد الله الذين يؤذون أولياءه باللعنة في الدينا والآخرة (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بُهتاناً وإثماً مبيناً )) (الأحزاب: 57 ـ 58). وعن عبد الله بن مغفل المزني ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله أوشك أن يأخذه . وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أي الربا أربى عند الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم، ثم قرأ: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات . وإذا كان ذلك توعداً للذين يستحلون أعراض المؤمنين بالغيبة، فكيف بمن يستحلون أعراض المسلمين بهتكها، ويستحلون أجسامهم بالسياط والتعذيب، وأرواحهم بالإزهاق؟. دمتم برعاية الله المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
#2 | |||||||||||||
|
جزآكَ الرحمن الجنة ()* وبآرك فيكَ .. شُكراً /*
|
||||||||||||
#3 | |||||||||||||
|
ويعطيك العافيه
|
||||||||||||
#4 | ||||||||||||
|
|
|||||||||||
#5 | ||||||||||||
|
على هذا الطرح وجزاك الله خير الجزاء ويعطيك ألف عافية
|
|||||||||||
#6 | |||||||||||||
|
ويعطيك الف عافية
|
||||||||||||
#7 | |||||||||||||
|
|
||||||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
والمؤمنات, المؤمنين, الذين, يؤذون |
|
|