منذ /10-12-2012, 09:57 AM
#11
|
|
|
|
|
|
۩ نفحــــة يوم الجمعة(36) ۩
وكأنَّ كلَّ شيءٍ توقَّف، يستمع ويستمتع بها،
يرددها الوجدان مرَّات ومرات،
لا ملل ولا كلل،
مَعِين صافٍ يتدفق من كلِّ جانب. يروي ظمأ الروح،
وينير جوانب النفس التي أظلمت من استغراقها في الملذات، وانغماسها في شهواتها، الآن قل "ربُّنا الله" والدمع ينسكب مدرارًا حارًّا
يبحث عن حقيقتها في ذاتك: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } وظلت الكلمة تشقُّ الطريق إلى سويداء قلبك وتهزُّه هزًّا، فتتساقط معه ثمارُ المحبة الناضجة،
"ربُّنا الله"،
ما أعذبها من كلمة !
وكأنما ملكتِ كلَّ الكون وأنت ترددها، فيض من الرحمة تسكن به نبضات القلب من تتبع الألم، وهو ينغرز عبثًا في شغافه؛ لهفة على لحظات تمرُّ دون أنس،
ردِّدها واهتف بها: "ربُّنا الله" ،
ثم أرهف السمع إلى تغاريد الروح وهي ترقص طربًا أن عرفتْ أن لها ربًّا،
زِدها حُبًّا وشوقًا ولهفة.
وانهل من جمال الآية الكريمة، التي طالما بعثتْ داخلك أسرابًا من جنود الله،
تهدِّئ روعك وتُريح قلبك.وتعدك بالكثير والكثير، "ربُّنا الله"،
وهل يجوز بعد هذا اليقين أن تقطع عليك شياطين الهوى الطريق إلى الله؟!
تبًّا لقلب لم يَعِ معانيها العظيمة ولم يسعد بها،
كرِّرها ثم اجعلها نبراسك إن أظلمت الليالي، واشتدتِ الخطوب،
اهتف بها وحرِّر نفسك من قيودها وانطلق؛
فعند الله جنات الفردوس تنسى فيه الأنفس البؤس والأحزان.
|
|
|
|
|
|
|
|