عينا الدب التايلاندي

قـائـمـة الأوسـمـة · #1

عندما اتصل بها لم تُخف دهشتها، خاصة عندما قال له أريد أن أراك لأمر مهم، فهي زوجة لصديقه ولم يسبق لها أن التقت به منفردة، لذا رفضت أن تستمر في المكالمة طالبة منه إنهاء المكالمة وإلا ستضطر أن تغلق الهاتف في وجهه.

لقاء في أحد الفنادق : لكن (ر) طلب من زوجة صديقه أن تقابله في مكان عام قائلاً لها بأنه لا يقصد مضايقتها إلا أنه يريدها في أمر مهم يمسها ويمس سمعتها وحياتها الأسرية، ولكي يؤكد الرجل ذلك قال لها: أرجوك أن تحددي المكان العام الذي تريدين، وأنا سألاقيك هناك. انشغلت المرأة كثيراً بسبب هذه المكالمة، لذا قررت أن تذهب إلى أحد الفنادق وتلتقي صديق زوجها في الكافتيريا الملحقة بالفندق أمام الناس. عندما التقى (ر) بزوجة صديقه، اعتذر لها عن الإزعاج الذي سببه لها، لكنه قال كلاماً جعلها تفقد أعصابها، فقد أخبرها ان زوجها مدمن على المخدرات، وأنه يقوم ببيع صورها وهي معه في السرير لمن يدفع من أجل أن يشتري ما يحتاجه من المخدرات.

لم تصدق الزوجة ذلك وطلبت من (ر) أن يكف عن كذبه عليها متهمة إياه بأنه يريد أن يدمر حياتها لأنها رفضت الزواج منه وفضلت عليه زوجها. قال لها (ر) إنه كان يحبها في الماضي وكان يرغب في الزواج منها، أما الآن وبعد أن تزوجت صديقه فهو لا يفكر بها إلا كسيدة محترمة، وأنه يحترم اختيارها. وأضاف (ر) أن زوجها حاول أن يبيع تلك الصور ذات (المشاهد الساخنة) لأحد الأشخاص الذين يعمل معهم في الشركة من أجل الحصول على المال، إلا أنه منعه من ذلك وقال له: أنا سأشتري منك هذه الصور، وإن احتجت إلى المال فسأعطيك ما تريد، ولكن علاقتك العاطفية ومثل هذه الصور يجب ألاّ يراها أحد.

استغربت الزوجة من كلام (ر) قائلة له: إن كانت تلك الصور لديك، فأرني إياها، فما كان من (ر) إلا فتح شاشة هاتفه النقال وأراها صوراً كادت أن تُجن عندما شاهدتها، فكل تلك الصور تظهرها مع زوجها وهي في أوضاع لا يمكن لأي سيدة ان تقبل أن يراها فيها أحد، وعندما سألته من أين حصلت عليها أخبرها «ر» بأن زوجها يصورها وهي معه في السرير ثم يأتي ليبيعها من أجل الحصول على المال لشراء المخدرات.

أصيبت السيدة بصدمة كبيرة لكن «ر» أخبرها أن أحداً لم ير تلك الصور وقال لها إياك أن تفاتحي زوجك بذلك، وعلينا أن نعالجه بطريقة لا تشعره بأنه مريض فهو بحاجة إلى إعادة تأهيل، مؤكداً لها أن زوجها قد يكون قد ثبت كاميرا في مكان ما أو أنه يصورها عن طريق الهاتف النقال، وأنه عندما يقوم بذلك لا يكون في حالته الطبيعية، لذا من الأفضل علاج الأمر بتروٍ ولكي يثبت لها حسن نيته طلب منها أن تمسح هي بنفسها الصور من هاتفه النقال في الوقت الذي أقسم لها بأغلظ الأيمان بأنه لا يحتفظ بمثل هذه الصور في هاتف آخر أو على الكمبيوتر الخاص به.

حالة من الذهول

بدأت المرأة تعيش حالة من الذهول لأن زوجها مدمن مخدرات والأهم من ذلك أنه يستغلها ويبيع صورها وهي في السرير معه إلى أصدقائه، وهذه مصيبة أخرى خاصة وأن «ر» إنسان لا يؤمن شره، فقد حاول أن يتزوجها ورفضته لأخلاقه السيئة، فكيف يبيع له زوجها مثل هذه الأفلام والصور. بدأت الزوجة تحاول إيجاد حل للمصيبة التي وقعت فوق رأسها، حاولت أن تكلم والدتها أو أختها لكنها خافت أن ينتشر الخبر بين الناس، لذا اضطرت أن تتصل بـ «ر» وتطلب منه المشورة، حيث نصحها بألا تصارح زوجها وسيفعل هو ما يجب فعله.

بدأت الزوجة تراقب زوجها، فلم تجد فيه شيئاً غير طبيعي، لذا دخلت على مواقع المخدرات على الانترنت لتعرف كيف يتصرف الإنسان المتعاطي والمدمن على المخدرات، لكنها لم تصل إلى نتيجة فالصور التي رأتها على هاتف «ر» كانت أكبر من أي شيء يمكن أن تتخيله. لذا قررت الزوجة عدم النوم في غرفة نوم زوجها، وعندما حاول الزوج أن يعرف سبب رفضها النوم في غرفته حاولت أن تتهرب بأية طريقة. بدأ الزوج يشك في تصرفات زوجته ومن خلال مراقبة هاتفها النقال شاهد رقم الهاتف النقال الخاص بـ «ر» مكرراً أكثر من مرة على هاتفها.

كان الرجل يعرف أن «ر» حاول الزواج منها في السابق إلا أنها رفضته، لذا عندما شاهد رقم هاتفه أكثر من مرة على هاتفها عرف بأن المياه عادت إلى مجاريها وأن «ر» رجع إلى حياة زوجته مرة ثانية. بدأ الرجل يراقب زوجته فوجد أن حالها تغيّر بشكل كبير وأنها تذهب لمقابلة «ر» في أماكن عامة حاول الرجل أن ينقذ بيته وأسرته لكنه كلما حاول أن يتقرب من زوجته خطوة تبتعد هي عنه خطوات، لم يتمكن الرجل من الاستمرار على هذا الوضع، لذا صارح زوجته بشكوكه بأن هناك رجلاً آخر في حياتها وأنه شاهدها تلتقي مرتين مع «ر» في أماكن عامة.

رفضت الزوجة تلك الأقاويل وقالت لزوجها لو أنها تحب «ر» لكانت تزوجته عندما طلب يدها أكثر من مرة وقالت إنها تكره هذا الرجل ولو كان هو الرجل الوحيد في العالم لما تزوجته. هنا طلبت الزوجة من زوجها أن يذهب للعلاج من المخدرات المدمن عليها قائلة له إنها ستضع جميع ثروتها من أجل علاجه. ضحك الرجل من هذا الكلام متهماً زوجته بأنها لا تحبه كيف تضع ثروتها كلها تحت تصرفه من أجل علاجه، مؤكداً لها بأنه لم يتعاط المخدرات في يوم من الأيام وأنها تريد أن تلصق به التهمة من أجل الزواج من رجل آخر.

اشتد الكلام والاتهامات المتبادلة بين الزوجين فما كان من الزوجة إلا أن أخذت ابنها وابنتها وذهبت إلى بيت أسرتها حيث أخبرت والدتها بقضية الصور التي كان يصورها لها زوجها وهو معها في السرير. لم تتمالك الأم نفسها عندما عرفت بقضية الصور وأنها وصلت إلى أيدي زملاء زوج ابنتها في مكان عمله لذا طلبت من ابنتها أن تذهب إلى المحكمة وترفع دعوى ضد زوجها الذي فضحها من أجل المخدرات.

طلب الطلاق

في المحكمة وقفت الزوجة تطلب الطلاق من زوجها لأنه مدمن مخدرات قائلة بانها تخشى أن ينقل لها أي مرض خاصة مرض الايدز حيث ان معظم مدمني المخدرات يتناولون الجرعات عن طريق الإبر الملوثة لذا فان الايدز منتشر بشكل كبير بينهم. وقف الزوج مذهولا لما تقوله زوجته مؤكدا بأنه لا يتعاطى المخدرات ومتهما زوجته بانها لا تمكنه من حقوقه الشرعية ليس لأنها خائفة من أن ينتقل إليها الايدز كما تدعي ولكن لانها على علاقة برجل آخر وتريد الطلاق للزواج منه.

وقال الزوج للقاضي بأنه رآها مع ذلك الشخص مرتين يلتقيان في أماكن عامة وأنهما يخططان للزواج، إلا أن الزوجة رفضت الاتهام وقالت للقاضي بان زوجها مريض نفسيا وانه باع أسرار غرفة نومها من أجل الحصول على المال حتى يشتري المخدرات. أمر القاضي بتحويل الجلسة إلى جلسة مغلقة، حيث شرحت الزوجة للقاضي سبب طلبها للطلاق حيث ان زوجها يضع كاميرا في غرفة النوم ويصور علاقته بها ويبيع الصور إلى بعض زملائه في العمل من أجل الحصول على المال كي يشتري مخدرات.

رفض الزوج كلام زوجته وطلب من القاضي تحويله إلى المستشفى ليكشف عليه ان كان يتعاطى مخدرات أم لا.

تم تحويل الزوج إلي المختبر الجنائي حيث أشارت الفحوص إلى أنه غير مدمن، وأنه لم يتعاط المخدرات في حياته. طلب الرجل من القاضي صورة من تقرير المختبر الجنائي الذي يثبت بأنه ليس مدمنا للمخدرات متهما زوجته بأنها تخونه مع رجل آخر وأنها شهرت به.

عندما شاهدت الزوجة تقرير المختبر الجنائي اقتنعت بان زوجها غير مدمن لكنها كانت متأكدة بأنه باع تلك الصور من أجل الفلوس أولا كيف وصلت تلك الصور إلى «ر» حيث شاهدتها بنفسها على هاتفها النقال.

رفض القاضي طلب الزوجة للطلاق وطالبها بالعودة إلى بيت زوجها ان لم تكن هناك أسباب أخرى.

رجعت الزوجة إلي بيت زوجها وقررت أن تنام في سرير زوجها وأن تكون متحفظة جداً حتى لو كان هناك كاميرا يصورها بها لا تتمكن الكاميرا من التقاط صور لجسدها.

كانت تريد أن تعرف كيف تصل هذه الصور إلى «ر» لذا في اليوم التالي لعودتها اتصل بها «ر» معاتبا إياها على عودتها وقائلا لها بان زوجها أيضا جاء بالصور وعرضها عليه للبيع وأنه اشتراها حفاظا على سمعتها ولأنه لا يزال يحبها فلا يريد أن يرى احد تلك الصور غيره حتى لو اضطر أن يدفع فيها كل ما لديه من مال.

طلبت الزوجة من «ر» أن ترى الصور حيث تأكدت من أن تلك الصور لغرفة نومها ولها ولزوجها في الليلة السابقة.

كشف المستور

في اليوم التالي ذهبت إلى أحد المحامين طالبة منه أن يرفع لها قضية طلاق بعد أن تأكدت بأن زوجها يتاجر بصورها وهي في السرير. وقف الزوج أمام القاضي غير قادر على قول شيء فقد أصيب بالصدمة عندما عرف بأن زوجته تتهمه بأنه يبيع علاقتهما في السرير إلى الأصدقاء والزملاء في مكان عمله.

نفى الزوج أن يكون قد فعل ذلك مؤكداً بأن ما تقوله زوجته محض افتراء، لكن الزوجة أكدت ذلك وبأنها رأت الصور بنفسها وطلبت حضور (ر) كي يشهد في القضية أمام القاضي وقف (ر) ليؤكد بأن زوج المرأة يعرض عليه الصور ويبيعها له وأنه يضطر أن يشتريها لأنه لا يريد لصديقه ولزوجة صديقه الفضيحة.

رفض الزوج هذا الاتهام جملة وتفصيلاً مقسماً بأغلظ الأيمان بأنه لم يفعل ذلك قائلاً للقاضي بأنه رجل غني ولا يحتاج لأن يبيع أسرار غرفة نومه من أجل الفلوس متهماً زوجته و(ر) بأنهما وراء هذه الفبركة. نظر الرجل إلى زوجته وقال لها لو كنت طلبت الطلاق بطريقة ليس فيها جرح لكرامتي لأعطيتك إياه فأنا لا أقبل أن أعيش مع امرأة تخدعني وتحب رجلاً آخر وللأسف إنه صديقي ثم طلق زوجته وخرج من المحكمة.

طلب القاضي رفع الجلسة حيث انصرف كل إلى جهته. في الوقت نفسه طلب القاضي من عناصر البحث الجنائي تفتيش منزل الزوج ومعرفة إن كانت هناك كاميرات مخبأة فيه خاصة في غرفة النوم. ذهب عناصر البحث الجنائي مزودين بأجهزة لكشف الكاميرات وأجهزة التنصت، وبعد تمرير الأجهزة على كل الأثاث والفتحات الموجودة في المنزل أشارت تلك الأجهزة إلى دب كبير عبارة عن لعبة موجودة في غرفة نوم الزوجية وأن الموجات تدل بوجود أجهزة تنصت أو كاميرا تم تفتيش اللعبة الدب حيث تبين بأن عيني الدب عبارة عن كاميرتين حقيقيتين وقويتين جداً وأنهما تعملان بأشعة (u.v.) أما بقية المنزل فلا يوجد فيه شيء.

تم أخذ الكاميرتين ورفع البصمات عنهما حيث أنكر الزوج معرفته بوجود هاتين الكاميرتين، وعند مقارنة بصمات الزوج مع البصمات الموجودة على الكاميرتين تبين بأنها غير متطابقة، تم استدعاء الزوجة وأخذ بصماتها فوجدت بأنها غير متطابقة مع البصمات الموجودة على الكاميرتين.

هنا قال القاضي من أين حصلتما على الدب، فقال الزوج بأن صديقه (ر) أهداه لهما في عيد زواجهما وأنه هو الذي وضعه في غرفة النوم معللاً ذلك بأن الدب اللعبة يحمل (صينية) تصلح لأن تكون حاملة لأدوات المكياج والعطور لذا كان مكان اللعبة الدب مكان النوم حيث مكياج الزوجة وعطورها، طلب القاضي إحضار (ر) الذي أنكر أية علاقة له بالكاميرتين قائلاً بأنه اشترى الدب وقدمه لصديقه وزوجته دون أن يعرف بأن عيني الدب عبارة عن كاميرتين.

طلب القاضي من الشرطة اعتقال (ر) على ذمة التحقيق بعد أن اثبت المختبر الجنائي وجود بصماته على الكاميرتين، طالباً القاضي منه تفسيراً كيف تصل الصور إلى هاتفه النقال دون غيره، بقي (ر) مصراً على موقفه وبأنه لا يعرف أي شيء وأن زوج السيدة هو الذي يبيعها له. طلب القاضي تحويل الهاتف النقال الخاص بـ (ر) إلى المختبر الجنائي وكذلك الدب حيث تبين بأن الدب يحتوي على جهاز إرسال واستقبال مرتبط بالكاميرتين ومشفر على الهاتف النقال الخاص بـ (ر).

في جلسة خاصة تمت محاصرة (ر) بالأسئلة حيث اعترف بأنه اشترى الدب من تايلاند وأنه قام بتركيب الكاميرتين في عيني الدب وكذلك برمجة هاتفه النقال مع الجهاز الموجود في داخل جسم الدب، وذلك حتى يدمر حياة تلك المرأة المتغطرسة التي فضلت شخصاً آخر عليه. طلب القاضي من الزوج إرجاع زوجته إلى عصمته كما أمر بحبس (ر) ومصادرة هاتفه النقال.

الله يستر على مجتمعنا

المصدر: منتدى الخليج