آخر 10 مشاركات
|
الإهداءات |
|
| #1 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]()
|
كشريط سينمائي مرت الأحداث نصب عينيها , أوقفتها لقطات من حياتهما تارة مرة تارة حلوة , ما بين الهدوء والضجر والحزن والفرج مر زواجهما . فهي لا تزال تتذكر تلك اللحظة التي تقدم فيها طالبا الزواج بها . لقد كانت أحلامها مثل مثيلاتها تستويها في ذلك الوقت .. وسامة ((عمر الشريف )) وخفة دم ((حسن يومسف )) وجسد ((أحمد رمزي )) فلكل ليلة لقاء مع سادتها تنسج الأحلام وتحلق بعيدا عن الواقع . جاء نصيب بعد أن دق الأستاذ حسين علوان باب بيتها , طالبا يدها , قالت لها أمها وقتها إنه رجل محترم ولا شيء يعيبه , ويعمل في وظيفة محترمة على درجة الرابعة , ويمتلك قطعة أرض وهو وأخواته , وهو رجل يشهد له الجميع بدماثة خلقه والتزامه . فماذا تتمنين أكثر من ذلك يا ابنتي ؟ قالت لوالدتها مستجنة رفضها : إنه ليس الرجل الذي أحلم به من ناحية الشكل والشخصية . نهرتها أمها قائلة لها : الرجل ليس في شكله بل في أخلاقه ,والرجل لا يعيبه سوى جيبه . ولكنه يا أمي شكله لا يريد أن يجعلني أكمل دراستي والالتحاق بالجامعة . في حال تزوجت ماذا تريدين من الجامعة , فأنت حصلت على التوجيهي كفاية عليك . دارت الأيام ومرت بسرعة , الى أن جاءت لحظة زفافها إلى الأستاذ حسين انتقلت بعدها إلى بيت الزوجية مخلفة وراءها أحلامها على وسادتها في بيت أبيها . كانت حياتهما تسير بطريقة طبيعية وتقليدية الأمس مثل اليوم , والغد شبيه اليوم الذي نعيشه ولا جديد أو تجديد في حياتنا . في الصباح تستيقظ وتوقظ ((حسين آفندي )) ليذهب إلى عمله , وتبدأ جولاتها المعتادة في بيتها من طبخ وكنس وغسل إلى أخره . وعند الساعة الثانية ظهرا يرجع ((حسين آفندي )) إلى بيته مستبدلا بدلته ب بيجامته الكستور )). تلك ((البيجاما )) التي رافقتها أياما وليالي عديدة ,لا تعلم لماذا تجتاحها تلك العقدة رأيته يرتديها ,فمنذ الليلة الأولى لزواجهما وهو يرتدي هذه ((البيجاما)),فهي لا تذكر أنه تخلى عنها يوما ,ولا هي تخلت عنه يوما ,ولا أرادت أن تجدد من ملبسه ففي بداية كل شتاء كان يوصيها بالأ تنسى شراء ((بيجاما كستور )) له فكانت تجيبه بصوت تملؤه الحسرة (متخفش هي دي حاجة تتنسي يا حسين )).ما زالت تتذكر يوم عيد ميلاده .عندما أهدته ((ترنج رياضي ))فأخذه ونظر إليه نظرة سريعة وأعاده إليها وسرعان ما رجع يختبئ داخل ((بيجامته الكستورية )). دارت الأيام ومرت على زواجهما سنوات و((البيجاما الكستورية ))تصاحبه , لقد باتت تشكل عبئا عليها كلما رأته مرتديا البيجاما . حاملا في يده الجريدة غاطسا فيها متمعنا في قراءتها . كانت تتساءل بينها وبين نفسها متى سيخرج من بيجامته والحياة التقليدية التي يعيشها ؟ عاشت حياتهما مع زوجها روتينا مملا كان عبئا عليها , فطبيعة الأستاذ حسين تخالف طبيعتها , فلطالما كانت الفتاة التى تحب أن تمرح وتفرح من دون قيود أو ضغوط , ولطالما أحبت أن تستكمل تعليمها وتنال شرف العمل في وظيفة تناسب طموحها , ولكن طبيعة الأستاذ حسين كانت مغايرة لأمنياتها , فهو دائما كان يرى صورة زوجته طبق الأصل عن صورة أمه وبيتها الذي هو جننها , فالبيت ثم البيت هو كل حياتهما وطموحها بالنسبة إلى أمه . تتذكر عندما اتصلت بها أختها لتخبرها أنها سوف تذهب إلى الإسكندرية لتغيير الجو , وطلبت منها أن تأتي هي وزوجها معهم . الإ أن (( الأستاذ حسين )) كعادته . لا يحب الخروج من المنزل إلا إلى العمل فقط . ولكن بعد محاولات عديدة من زوجته اقتنع ((الأستاذ حسين )) وذهب معنا , ولكنه لم يتخيل عن أصدقائه الثلاثة ( نظاراته وجريدته وبيجامته الكستور )).ها هو الأستاذ حسين بتقليديته التي كانت دائما تشكل عبئا لها ... كانت تشعر دائما بأنها كالطير المحبوس داخل القفص . لذا أغفلها هذا العيب عن مزايا آخرى عديدة فيه , فحسين كان الرجل الحنون على زوجته وأولاده ,وكان الرجل الصبور الذي كان دائما يتحمل مهاتراتها , وقد عرف بين أصدقائه بالأمانة والأخلاق وتقوى الله . لقد كان وكان ...لم يقطع شريط ذكرياتها سوى صوت ابنتها الصغيرة تناديها قائلة لها (( ماما ... المعزمين هيشموا ... فتنبهت لنفسها ولحالتها وهي متمسكة بيدها بيجامته الكستور فقبلتها ووابتسمت ابتسامة يشويها الحزن وتنهدت قائلة : (( راح وهو تركها لي )) المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
|
|