مسجد المردوم والقنطرة من درر طليطل

 

مسجد المردوم والقنطرة من درر طليطل

في طليطلة التي كانت الثغر الباسم الحصين للمسلمين في الأندلس زارت "سبق" أحد أهم معالمها، وهو مسجد باب المردوم، أو ما تبقى منه بالأصح، وذلك ضمن سلسلة مواد من أرض الأندلس، تقدمها "سبق" لقرائها خلال شهر رمضان المبارك.
هذا المسجد الذي بُني في عصر الخلافة الأموية في الأندلس، وبعد سقوط طليطلة، تم تحويله إلى كنيسة عام 1085م، وأصبح مزاراً سياحياً باسم مسجد نور المسيح. وهو يقع في حي سان نبكولاس في مقابل أحد أبواب الحصون القديمة.

ويقول المؤرخون إن هذا المسجد بناه أحمد بن الحديدي، وهو ما أثبته نقش اكتُشف في المكان، يؤكد أنه بُني في عام 390/ 999م. والمعروف أن أسرة (بني حديد) كانت من أشهر الأسر في المدينة، وتولى بعض أفرادها الوزارة.

والمسجد صغير المساحة، لا تزيد مساحته على ثمانية أمتار، ورسم الدخول له يوروان تقريباً، وتبدو أعمال التنقيب غير مكتملة فيه، وإن كان المحراب يبدو واضحاً.

ويمكن للزائر مشاهدة أرضيات المسجد، التي تبدو كبدروم، من خلال عوازل زجاجية. وعند دخول المكان تلاحظ وجود عقود ضخمة من الحجر، هي نوافذ عربية الأصل من حيث نمط البناء، وهي أيضاً مزخرفة.

وفي وسط المسجد يوجد صحن صغير، كما يبدو أنه كانت هناك قبة صغيرة موجودة.

ومن الواضح أيضاً أن هناك تعديلات محدثة في البناء الأصلي، كما توجد بالطبع رسومات للقديسين وما أشبه.

والمكان يتيح أيضاً من حديقته الصغيرة إطلالة على المدينة.

الزيارة قد تبدو للسائح غير المؤرخ سريعة؛ فالمكان صغير، ومسارات المكان قليلة، غير أنه من الأماكن التي يجب عدم تفويتها.

الخروج من المكان يقودك لتلك المنحدرات الصغيرة، وهواء منعش يعانقك في كل الأوقات. وإذا ذهبت لزيارة المكان مبكراً فستلحظ مع بداية يومك بدء المحال بفتح أبوابها.

اقتنص من وقتك، أو استغل سيرك نحو المعلم التالي بالسؤال عن تلك التذكارات التي تحمل الشعارات الإسلامية. كما لا تنسَ عند عودتك من المسجد شراء تشكيلة من حلويات طليطلة الشهيرة؛ لتستقر على جزء مهم من هديتك المقبلة.

من مسجد باب المردوم عرجنا على قنطرة طليلطة، وهي ليست بالكبيرة على تاجه، ولها عقد واحد. ويثبت المؤرخون أنها بُنيت في زمن هشام المؤيد بأمر من المنصور بن أبي عامر. وبالرغم مما ذُكر من تعرضها للهدم على فترات إلا أنها ما زالت تحتفظ بهيبتها ونظام هيكلها العام.

المصدر: منتدى الخليج