العلي : اخترعت لذوي الإعاقة جهازاً للرسم

 

العلي : اخترعت لذوي الإعاقة جهازاً للرسم

جوف-سكاكا:

«أكرم العلي» أحد الشواهد التي تجسد تحدياً جديداً لظروف الإعاقة، فعلى الرغم من إصابته بالشلل الرباعي إلا أنه تغلب على تداعيات وضعه الصحي وكان أكثر تسامحاً مع إعاقته بانخراطه في ممارسة هواية الرسم، ليس بأنامله ولا بأطرافه الأخرى ولكن برأسه! عمل معلماً للحاسب الآلي وقائد تدريب كشفي ومفوضاً كشفياً للرئاسة العامة لرعاية الشباب بالجوف، ولقب بعدة ألقاب منها صديق الإعاقة والبطل وغيرها، وأسس فرقة الأحلام الكشفية..

عبر هذا الحوار الذي اجرته صحيفة رسالة جامعة الملك سعود لنتعرف عليه أكثر وعلى أهم أعماله التي أنجزها بعد إصابته..

- بدايةً حدثنا عن مشاركتك في مؤتمر التأهيل الدولي بمدينة الملك فهد الطبية؟

- مشاركتي في هذا المؤتمر تعتبر بداية الطريق ونقطة التحول الكبرى في حياتي، حيث شاركت بثلاث لوحات شخصية في معرض العلاج بالفن التشكيلي المصاحب للمؤتمر، وقمت أثناء المؤتمر بابتكار جهاز الرسم بالرأس وبرسم أول لوحة فنية في هذا المؤتمر. ولقيت التشجيع والدعم لتنمية موهبتي الفنية وتطويرها، حيث بدأت برسم اللوحات المتنوعة بمساعدة أخصائيي العلاج بالفن التشكيلي فتعلمت استخدام جهاز الكمبيوتر بطريقة تتناسب مع حالتي الصحية وانعدام الحركة في أصابع اليدين واستخدام تقنية «ثبات المفاتيح» التي ساعدتني في التعامل مع الكمبيوتر بضغطة زر مفردة والتحكم بجميع أجزائه.

- ما أسباب الإعاقة وماذا عن فرقة نادي العروبة الكشفية؟

- قمت بإنشاء فرقة كشفية بنادي العروبة بالجوف وأسميتها «فرقة الأحلام» وتكونت من فردين أنا وصديقي، واقتصرت مشاركاتنا على تمثيل النادي والمنطقة، ثم بدأت فكرة توسيع المشاركة وزيادة أعضاء الفرقة، ففتحنا باب القبول للراغبين حتى أصبح هناك ثلاثون كشافاً وجوالاً مشاركون في الفرقة، وكنت قائد الفرقة لمدة سبع سنوات حتى أتت مشيئة الله وأصبت بشلل رباعي أثناء مشاركتي بالبطولة الخليجية لألعاب المغامرة والتحدي بالكويت حيث سقطت من أحد الألعاب على رقبتي وكسرت. وبعد سنتين من العلاج المتواصل في مدينة الملك فهد الطبية وألمانيا ومدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية عدت لفرقتي لأكمل ما بنيت وعادت الفرقة لنشاطها وحيويتها، ووضعنا خطة زمنية للبرامج وأعدنا صياغة الأهداف لترجع كسابق عهدها متألقة في سماء الإبداع.

- ما أبرز البرامج التي نفذتها الفرقة الكشفية؟

- أبرز برنامج هو مهرجان «كن صديقي» الأول لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان العائق الأكبر لتحقيق الأهداف هو نقص الدعم المادي، حيث إن المهرجان لم يرصد له أي مبلغ من جهة حكومية ولا من جهة خاصة، فقمت بتحديد لجنة لتوزيع طلبات الدعم والمشاركة من الجهات الحكومية والخاصة، وبفضل الله تم توفير كثير من متطلبات المهرجان، وكان الهدف الأسمى منه دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع والتعريف بمواهبهم وقدراتهم وعرض قصص نجاحاتهم.

- حدثنا عن اختراعك والجوائز التي نالها؟

- الجهاز المخترع عبارة عن جبيرة تثبت على الرأس ويثبت عليها فرشاة الرسم ويتم تحريكه عن طريق الرقبة. وبالنسبة للجوائز فأكثر ما حصلت عليه مجموعة من المقالات أثنت على عزيمتي وقوتي وطالبت بدعمي، وبعض اللقاءات التلفزيونية أثناء فترة علاجي بالمستشفى. لكن لم أجد أي دعم رغم أن ابتكاري «جهاز الرسم بالرأس» لم يسبقني إليه أحد على مستوى العالم. وقد حاول بعض الأصدقاء إيصالي لموسوعة «غينيس» العالمية ولكن بسبب بعدي عن الأضواء أصبحت المهمة أصعب.

- رسالتك لمن لم يستطع تحقيق أهدافه؟

- الاستعانة بالله أولاً ثم البحث عن مصادر القوة الكامنة لدى الشخص والمحاولة بطرق مختلفة لإيجاد الحلول المناسبة. ولابد من التحلي بالصبر والاستفادة من التجارب السابقة لتلافي الأخطاء واختصار الطريق لتحقيق الأهداف.



المصدر

المصدر: منتدى الخليج