منذ /03-26-2011, 12:35 PM
#1
|
رقم العضوية :
9069
|
تاريخ التسجيل :
Nov 2010
|
الجنس
:
أنثى
|
الدولة :
Bahrain
|
مجموع المشاركات :
4,801
|
النقاط :
|
تقييم المستوى :
10
|
قوة التقييم :
962
|
|
|
أعترف أمام الله ثم أمامكم بأنني لم أكن أعرف أنني أعشق تراب البحرين لهذه الدرجة، كنت أردد هذه الجملة دائما (أعشق تراب البحرين) ولكنني لم أشعر بمعناها الحقيقي إلا خلال الأزمة البشعة التي مررنا بها أخيرا والتي جعلتني وغيري من شعب البحرين نشعر بمدى عشقنا وحبنا لتراب بحريننا. تعودت أن أكتب مقالاتي دائما بقلبي وليس بعقلي وبلسان المواطنة البحرينية العادية (الأم، الأخت، الابنة، الصديقة) ولذلك سأكتب اليوم ما شعرته وعانيته من تاريخ 14 فبراير إلى اليوم كامرأة بحرينية. شعرت في البداية بأنها ثورة شبابية عادية يطالبون بحقوق معيشية وشرعية بأسلوبهم الخاص وستنتهي خلال أيام، ولكن للأسف تطور وتضخم الموضوع بشكل كبير وبشع حيث سقطت ضحايا ثم ارتفع سقف المطالب إلى شعارات (أنا أعتبرها أنها كانت انتحارية)، والمصيبة أن هذه الشعارات أدت إلى حدوث أول شرخ في الشارع البحريني، حيث كان معظمنا حتى من لم يخرج في المظاهرات في البداية ولم يذهب إلى الدوار له تقريبا المطالب الإصلاحية والاجتماعية نفسها، ولكن ما ان سمعنا الشعارات التي تطالب بإسقاط النظام ورأينا صور ملكنا الغالي وولي عهده موضوعة بطريقة غير لائقة ومكتوب عليها بعض الشتائم في الدوار حتى أصبحنا من هول المفاجأة ضد كل من في الدوار (بالرغم من تفهمنا لغضب أهل الضحايا وتعاطفنا الكبير معهم على حرقة قلبهم) إلا أن الثمن كان غاليا جدا حيث شعرنا بأنهم يريدون أن يأخذوا منا وطننا بعد أن أهانوا رمزنا (ملكنا)، عن نفسي أصبحت في حالة من التوتر والتشتت حيث انهم (من في الدوار) أبناء وطني (انسبائي، جيراني، أهلي، أصدقائي، زملائي في العمل الذين أكن لهم كل الحب والاحترام)، عشت مع (أبناء طائفتهم) منذ الطفولة، أحببتهم لم أضع بيني وبينهم أي حواجز، كنا ومازلنا شعبا واحدا في هذا الوطن، أقسم انني حزنت ومازلت إلى الآن (بالرغم من اختلافنا في وجهات النظر والمطالب) وأحترق على كل قطرة دم بحرينية نزلت وتنزل ولكنني أشعر بأن (بعضهم وليس كلهم) جعلوني أقف ضد مطالبهم وتصرفاتهم الخاطئة تجاه الوطن والمواطنين فأنا أريد الإصلاح والعيش الكريم لكل الشعب البحريني في هذا الوطن ولكن تحت راية الملك حمد. كان شعار المعارضين: لا سنية لا شيعية بحرينية إلى جانب هتافهم المستمر (سلمية سلمية)، فكيف إذاً أدت هذه الشعارات إلى انقسامنا كشعب كان محبا ينبذ الطائفية إلى طائفتين كل يدافع عن نفسه ومطالبه؟ صحا المارد النائم (أبناء الطائفة السنية كما قالت العزيزة سوسن الشاعر) على نداء الشيخ سلمان ولي عهدنا الغالي عندما أطل علينا عبر التلفزيون وتكلم من القلب ومد يده للجميع ليطالب بالحوار كما وعد بتنفيذ مطالب شرعية لدرجة أنني وغيري تسمرنا أمام الشاشة وعيوننا مليئة بالدموع ونحن نراه يتكلم بحرقة عن العلاقات الإنسانية بين شعب البحرين التي تأثرت من هذه الأحداث، وكم زاد حبي واحترامي له وهو يصرح بكل شجاعة بأن النظام أخطأ في استعمال العنف وفي التباطؤ في الإصلاحات، وأعطى وعودا حقيقية بالإصلاح وتنفيذ المطالب بل أبدى حسن النية بأنه أمر بسحب الجيش والموافقة على رجوع المعارضة إلى الدوار، ولم تحاول قوات الأمن منع أي شعائر مهما كانت قاسية خلال شهر كامل، وناشد الجميع الحوار وسعى إلى الحصول على مساعدة دول مجلس التعاون المادية لتنفيذ المطالب الإصلاحية والمطالب الاجتماعية لأبناء شعبه وأعلن حصول البحرين على 10 مليارات دولار لتحقيق مستوى معيشي جيد لهم، وصبر على تماطلهم ولكن للأسف ما من مجيب. كبر الشرخ بين الطائفتين وارتفع صوت المارد تجمع الوحدة الوطنية بعد أن انتقل العنف النفسي والجسدي من الدوار إلى فلذات اكبادنا في المدارس الحكومية، وتعدوا على حقوق وامن الناس جميعا عندما بدأوا بالتظاهر في الشوارع الرئيسية مما عطل مصالحهم بل صموا آذانهم عن كل النداءات التي ناشدتهم عدم التظاهر أمام الديوان الملكي لأن الفئة الأخرى كانت مشحونة وغاضبة وشعرت بالتحدي ولكن أيضا ما من مجيب. بإرادتهم وضعوا أنفسهم وسط بحر هائج ثم بكوا على من غرق. أين السلمية في كل هذه التصرفات؟ أما القصة التي قصمت ظهر البعير فهي عندما أعلنوا العصيان وشلوا المنامة أو كما كان يردد البعض (احتلينا المنامة وسنحتل جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية في المنامة) أين السلمية في ذلك؟ (يا ناس فهموني يمكن في شيء أنا مو فاهمته). أسئلة تتكرر في ذهني وذهن الكثير من الناس العاديين مثلي: أي حاكم أو رئيس دولة يسكت على معارضين لنظامه كل هذه المدة ليدعوهم إلى الحوار بالرغم من تعرضه للشتم والدعاء عليه بالموت؟ أي ملك أو حاكم يوزع التمر والماء على من يتحداه ويصل إلى باب قصر (الصافرية) ويدعو عليه بالموت والسقوط ويطالبه بالرحيل؟ ماذا كان المطلوب من الملك وولي العهد ورئيس الوزراء بعد كل محاولاتهم الصلح والدعوة للحوار والمعارضة تتحدى وتحتل المنامة؟ ما حدث من سقوط ضحايا مؤسف ولكنه كان الحل الوحيد بعد أن وصلت كل الجهود إلى طريق مسدود. أحب كل أبناء وطني من جميع الطوائف والمذاهب وأحزن على جرح أو موت أي إنسان بحريني أو مقيم وأقسم إنني متعاطفة وحزينة على أبناء شعبي ولكن تجمع الوحدة الوطنية قالوا رأيهم ورفعوا العلم البحريني وصور الملك فكان على المعارضة أن تحترم رأيهم وتتفهم مطلبهم لنعيش جميعا شعبا واحدا تحت راية ملك وعد بالإصلاح. الله، الوطن، الملك.

|
|
|