![]() |
![]() |
|
#1 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
![]() يرفع الإمام صوته بالتكبير في مكبر الصوت لتتهافت أصوات المأمومين من خلفه بالتكبير تباعاً إيذاناً ببدء صلاة التراويح في عبادة خالصة لوجه الله تعالى، وفي شهر فضيل كشهر رمضان الذي تسلسل فيه شياطين الجن والذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار . إلا أن هذه الصورة الروحانية كدرتها شياطين لا تسلسل، تجوب الشوارع جيئةً وذهاباً بأنواع من الذنوب والمخالفات الشرعية التي رصدتها (صحف) في جولة سرية على أشهر الأسواق الشعبية للعاصمة، حراج بن قاسم. شارع الشيطان خلف الحراج شارع مظلم يمتد بطول مدى ناظري زائريه، تنشط فيه تجارة السوق السوداء لأجهزة استقبال القنوات الهابطة (الريسيفر) وفك التشفير التي تسيطر عليها عصابات آسيوية من جميع الجنسيات . وبقدر اجتهادنا للوصول إلى العقل أو العقول المدبرة لهذه التجارة الهابطة، إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل الذريع، للحذر الشديد الذي اتسم به العمال وعاقدو الصفقات من المترددين على المكان في كل جنبات الشارع وبالعشرات، ومن المؤسف أن بعضاً من هذا يديره مواطنون من أبناء هذا البلد باعوا ذممهم من أجل الكسب الغير مشروع. خارج الرقابة بعدما أوهمنا عبدالعليم، أحد العمالة البنغالية، بأننا نبحث عمن بوسعه فك شيفرات أحد الريسيفرات لنا فهمنا منه أن "هناك الكثير من السعوديين والعرب يأتون لهذا المكان من أجل الحصول على أجهزة استقبال لفك التشفير والحصول على قنوات مشفرة بأسعار زهيدة لا يمكن مقارنتها بتلك التي توفرها شركات تلك القنوات"، وعند سؤاله عن السعر قال: "الأمر مختلف، فهنا أجهزة تعمل عن طريق تنصيب صحن استقبال خاص في سطح المنزل يترواح سعره بالتركيب والجهاز ما بين 600 إلى 800 ريال، حسب نوعية الجهاز، وهناك نوع يمكن تركيبه مباشرة دون الحاجة إلى صحن خاص، شريطة أن يتوافر اتصال بالإنترنت لتشغيله ودفع رسوم بحسب مدة الاشتراك المطلوبة" . وفي محاولة لكسب ثقته قمنا بالتلميح له بأننا نخاف أن تقبض علينا السلطات خلال المفاصلة للسعر وطرحنا فكرة أن نتقابل في مكان آخر، فرد علينا بوجه مبتسم يكسوه شعور قوي بالثقة: "لا توجد هنا لا شرطة ولا هيئة، إلا أوقات الصلاة تأتي الهيئة للتذكير بالأذان" مطلقاً ضحكة عالية، وعند سؤاله عن سبب الضحك الذي هو فيه قال: "لقد قمت بعقد اتفاق مع زبون في سيارته وبجانب سيارة الهيئة والشرطة" مضيفاً: "التشديد ملحوظ في محلات الدشوش بحي السليمانية وسلطانة، ولكن في هذا المكان لا يوجد أي تشديد يذكر". سلبية المواطن كانت هذه أول شحنة إحباط تعرضنا لها، فالتقينا سراً أحد المواطنين، وكغيره ممن التقينا هناك رفض تماماً تصويره خلال اللقاء بعد أن علم بنوع التحقيق الذي نقوم به، يقول المواطن علي القحطاني إنه يأتي إلى هنا لما يوفره المكان من أسعار زهيدة في مجال الاتصالات وأجهزة التلفاز، وكذلك كروت التشفير الرياضية والتي بحسب قوله أن الشركات الناقلة وصاحبة حق النقل الحصري لهذه القنوات قد بالغت في تسعيرتها، الأمر الذي يجبره على زيارة هذا المكان . عصابات ومنه انتقلنا إلى أزقة السوق الداخلية حيث اكتشف بعض العمالة أننا نقوم بتصوير المحال فحاول الاستفسار منا بشكل استفزازي حتى تجمع العديد من بني جنسه حولنا فاستنجدنا بإحدى الدوريات، وبمجرد رؤيتنا نستنجد بها تفرقوا فأصبحوا أثراً بعد عين، حينها استغللنا الفرصة لمقابلة العم سعيد صالح (مواطن) الذي كان يبحث عن جهاز تلفاز مسطح، بحسب قوله، وأبدى دهشته عند سؤاله، مؤكداً عدم علمه بوجود مثل هذه التجارة في هذا المكان، ومبدياً في الوقت نفسه انزعاجه الشديد من العدد الكبير المتواجد من العمالة الآسيوية التي أصبحت تتحكم في كل ما هو موجود في السوق، وأبدى أسفه مستذكراً الزمن القديم للسوق الذي كان يكتظ فيه بالباعة السعوديين . حقوق مهدرة أما الموطن عويض السلمان الذي لم يكن بعيداً من مكان مقابلتنا للعم سعيد فقد بدا شاباً جامعياً ومثقفاً من هيئته، ولم ينكر للحظة علمه بما يحدث في السوق موضحاً أنه يبحث عن جهاز استقبال (إتش دي) وهو مخالف تماماً لعمل الأجهزة المخالفة، ولكنه أكد أن العتب الأكبر ينصب على وزارة التجارة ولجنة حقوق المستهلك التي تسمح بمثل هذه الممارسات دون أي متابعة أو عقوبات رادعة، الأمر الذي يهدر الكثير من حقوق ملاك تلك القنوات إضافة إلى تشجيع عديمي الذمم على ترويج القنوات الهابطة لضعاف النفوس من الشباب، مشدداً على أن غالبية من يرتادون هذا المكان من الشباب صغار السن . المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
![]() |
|
|