الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين .
الحوائج: ما يحتاجه الإنسان ليكمل به أموره.
وإعانة العبد لأخيه المسلم سبب في عون الله للعبد.
فعن أبي قتاده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامه فلينفس عن معسرٍ أو يضع عنه".
أخرجه مسلم برقم (1563)
من سرَّه: أفرحه وأدخل على نفسه السرور.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجةِ أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربه فرَّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامه ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامه ".
رواه البخاري في المظالم (2442) ، ومسلم في البر والصله (2580) .
لا يظلمه: أي نوع من الظلم .
ولا يسلمه : أي لا يسلمه لمن يظلمه يدافع عنه ويحميه من شره .
وفي روايه :
" لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجةٍ وأشار بإصبعه أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين".
الصحيحه (607).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من نفس عن مؤمن كربه من كرب الدنيا نفس الله عنه كربه من كرب يوم القيامه ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخره ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخره والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنه، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلاّ نزلت عليهم السكينه وغشيتهم الرحمه وحفتهم الملائكه وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ".
نفَّس : أزال وفرّج .
يسر على معسر: بالإبراء أن تصدق عليه أو بالأنظار إلى ميسره .
يلتمس : يطلب .
يتدارسونه : يتلونه ويتعلمونه .
بطأ : قصر .
إعانة المحتاج وتفريج الكروب عنه قربةً إلى الله وسبب في رحمة الله لعبده يوم القيامه .
وعن أبي موسى رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" على كل مسلم صدقه قال : قيل : أرأيت إن لم يجد، قال : يعتمل بيديه فينفع ويتصدق قال : أرأيت إن لم يستطع قال : يعين ذا الحاجةُ الملهوف قال : قيل له أرأيت إن لم يجد قال : يأمر بالمعروف أو الخير ، قال : أرأيت إن لم يفعل قال : يمسك عن الشر فإنها صدقه " .
رواه البخاري في كتاب الأدب برقم(6022)، ومسلم في الذكر والدعاء برقم (6868) .
ذا الحاجة الملهوف يطلق على المتعسر وعلى المضطر وعلى المظلوم.
يعدل بين الإثنين أي يصلح بينهما بالعدل .
وعن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من مشى في حاجةِ أخيه حتى يثبتها له أظله الله عز وجل بخمسةٍ وسبعين ألف ملك يصلون عليه ويدعون له إن كان صباحاً حتى يُمسي وإن كان مساءً حتى يصبح ولا يرفع قدماً إلا حطَّ الله عنه بها خطيئه ورفع له بها درجه "
وفي روايه له عن ابن عمر وحده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من أعان عبداً في حاجته ثبت الله له مقامه يوم تزول الأقدام " .
الصحيحه (608).
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته " .
صحيح الجامع(6495)
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أن مكاتباً جاءه فقال : إني عجزت عن كتابتي فأعني، قال : ألا أعلمك كلمات علمني هن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صبر ديناً أداه الله عنك ؟ قل : " اللهم أكفني بحلالك عن حرامك واغنني من فضلك عمن سواك ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوا الناس فليصب بعضهم من بعض فإذا استنصح رجلٌ أخاه فلينصح له "
كتبه
ماجد بن خنجر البنكاني