آخر 10 مشاركات
|
الإهداءات |
|
| #1 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
(( إنها الرحم )) معنى الرحم و صلة الرحم: قال الراغب الأصفهاني : (الرحم : رحـم المرآة .. ومنه استعير الرحم للقـرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة( والمراد بالرحم : الأقرباء في طرفي الرجل والمرآة من ناحية الأب والأم المراد بصلة الرحم : صلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين ، ويدخل في ذلك زيارتهم ، وتفقد أحوالهم ، والسؤال عنهم ، ومساعدة المحتاج منهم ، والسعي في مصالحهم . قال تعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)) لكم يحب الله أن يصلنا فكم تكررت الأوامر وتعاظم الأجر والثواب في هذا الحق العظيم : قال تبارك وتعالى : ) واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) وقال ) وآتِ ذا القربى حقه والمسكين) وكم حذرنا من قطيعتها وقال سبحانه وتعالى : (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) أنها أوامر نجدها كذلك في الهدي النبوي عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :[ الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله ] . رواه مسلم ***إنها معلقة بعرش الرحمن ... فما أقربنا من الله بصلتها إنه عرش الرحمن الذي دنت من دونه العروش وذل له كل السلاطين ..فكم تبذل الأسباب لتنال رضا صاحب العرش في الدنيا وتتمسك بأقرب خيط يجعلك ولو في قرب بسيط منه وإن كان أهون من خيط العنكبوت وهو ذلك العرش الزائل فما هو حالك وقد القي لك حبل متين قويم يقود إلى الصراط المستقيم يوصلك بعرش ذي العزة والجبروت والملك الحي الذي لا يموت .... ؟ .. فماذا بنا اليوم تركنا صلة الله والأرحام وانشغلنا بجمع المال والأرزاق ونسينا مسبباتها وعنينا بحب ذوي الجاه والسلطان .. ؟ وأذنا بقطيعة من الله فلا عزة ولا جاه إلا بصلة الله .. فما بلغنا في الصدق حب أهل الدنيا وضيعنا بهذا حب الله . وهنا بعض من فضائل هذه الصلة العظيمة : إنها طاعة لله رب العالمين * قال تعالى: ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) إنها علامة من علامات الإيمان * عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) رواه البخاري. إنها رزق مبارك وعمر مبارك *عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ] . رواه البخاري. إنها من علامات حسن خاتمة وبركة من الله *عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[ من سره أن يمد له في عمره ، ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله وليصل رحمه ] . رواه البزار والحاكم. إنها تجلب صلة الله لك * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : نعم ، أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؛ قالت : بلى ، قال : فذلك لك) إنها من أعظم أسباب دخولك الجنة • فعن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه- أن رجلا قال :( يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم) • وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "لا يدخل الجنة قاطع". رواه البخاري ومسلم. أو بعد حرمانك من الجنة شيء ؟ ـ هل عرفت الآن لماذا تشكو من قلة الرزق وانعدام البركة؟ هل عرفت لماذا لم يعرف لمرضك سبب ولعلاجه دواء؟ هل عرفت لماذا أصيب قلبك بالوهن في عز الشباب؟ وهل عرفت لماذا قطعت عنك أسباب الرحمة ؟ فعن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ] . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه . وتعجب من كثر النوائب ؟ وإلحاق المصائب ؟ وضيق الحال ؟ وانتزاع الأمان ؟ قال عمر رضي الله عنه : (تعلموا أنسابكم تعرفوا بها أصولكم فتصلوا بها أرحامكم ) وقيل : لو لم يكن من معرفة الأنساب إلا اعتزازها من صولة الأعداء، وتنازع الأكفاء لكان تعلمها من أحزم الرأي، وأفضل الثواب، ألا ترى إلى قول قوم شعيب عليه السلام حيث قالوا :" ولولا رهطك لرجمناك " فأبقوا عليه لرهطه الرهط : (( هم عشيرة الرجل الذي ينتمي إليهم ويستند عليهم )) وقال خالد بن عبد الله القشيري: سألت واصل بن عطاء عن نسبه فقال: نسبي الإسلام الذي من ضيعه فقد ضيع نسبه، ومن حفظه فقد حفظ نسبه، فقال خالد: وجه عبد و كلام حر. إن صلة الرحم لن تطلب منك الكثير ولن تأخذ من وقتك إلا القليل لكنها ولا بد ستعود عليك بالفوز العظيم فماذا استخدمت من تساهيل العصر في تطبيق أوامر الله فلم ترفع هاتفا ربما لأبيك .. ولم تقد سيارة إلى أخيك.. إنها نفوس عطشى للكلمة الطيبة والسؤال الذي قد يكفي أن يكون كيف الحال ؟ ومن منا .. لا يحتاج إلى ذلك فقد علمها سبحانه وتعالى وأمرنا بها فكانت هذه من صلة الله وأجزل مع ذلك الثواب والأجر العظيم وحذر من شدة العقاب وإنزال البلاء فأين هي صلتنا بالله ..؟ وبالرغم من أنه سؤال قد يكون سنويا فقد بات ثقيلا وتبحث لتعطليه آلاف الأعذار و هي ليست أقبح من مرور السنة تلو السنة دون سؤال ....! إن من مبادئ الإسلام الاجتماعية الأولى توثيق جماعات المسلمين في وحدة جسدية واحدة . وأولى الناس بذلك الأقربون رحما ، فلهم حق أخوة الإسلام ، ولهم حق قرابة الرحم لكن لسان الحال يتحدث اليوم بقول الشاعر: وإن الـذي بيني وبيـن بني أبي*** وبيـن بني عمي لمختلـف جـداً ولا يتفق معه في قوله : إذا أكلوا لحمي وفـرتُ لحومهـم*** وإن هدمـوا مجدي بنيتُ لهم مجداً فكيف نتحدث عن وحدة إسلامية وعن مجتمعات مترابطة والتفكك قد نثر أشلاء الأسرة الواحدة فباتت إما لا يعرف بعضها بعضا أو ينكر بعضها بعضا وأفضلنا حالا اليوم هو ذاك الذي تأتيه اليقظة اللحظية فيكفر فيمن قطع وهجر ويحاول أن يعيد ترتيب أولوياته في الحياة ولكنها ما تلبث أن تخمد في مكانها وتدفنها أمور الدنيا والسعي فيها فيعلم أنه لا يفعل طيبا بالقطيعة لكنه كما يبدو لا يجيد غيرها لذا فالجسد لم يكتمل نموه ولم تظهر عليه آثار النضوج ولا الرجاحة وهو لا يستطيع النهوض فحتى يبلغ الحلم .. ربما يتحقق الحلم فيصبح الفرد اثنان والاثنان عائلة والعائلة أسرة والأسرة مجتمع والمجتمع أمة فتصبح الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى حينها نستطيع أن نتحدث ونفتخر حتى وإن كنا مجرد أظافرا في ذلك الجسد ( و إلا كيف يتداعى رأس بلا عنق .. وقلب بلا وريد .. وروح بلا جسد ) وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمدا الصادق الأمين منقـــــــول المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
|
|