"الوجه الباسم" في نهاية الرسائل يدل على حزن المرسل واكتئابه

 

"الوجه الباسم" في نهاية الرسائل يدل على حزن المرسل واكتئابه

ينوه الدكتور أوز بأن المصاب بالاكتئاب بحاجة إلى رعاية صحية خاصة حتى يشعر بالتحسن، ويقول إن كثيرا من هؤلاء المرضى تسوء حالتهم نتيجة فهم تصرفاتهم بطريقة خاطئة خلال فترة المرض.

لذلك قام الدكتور أوز بمناقشة هذا الموضوع مع جانين دريفير، وهي مؤلفة مختصة بلغة الجسد وحازت على أعلى نسبة مبيعات في نيويورك، حيث بينت أن كثيرا من الأشخاص عندما يكتبون الرسائل الورقية أو الإلكترونية يضعون في نهاية الرسالة وجها مبتسما، ولكنها تقول إن أغلب الأشخاص الذين يقومون بذلك يعانون من الحزن الشديد والاكتئاب.

وأشارت إلى أن 90% من السجناء في أميركا يرسمون في نهاية رسائلهم الورقية هذا الوجه، موضحة أن هؤلاء السجناء بكل تأكيد لا يشعرون بأي نوع من السعادة، وتقول دريفير إنها تحدثت مؤخرا مع أحد أساتذتها في معهد لغة الجسد حول هذا الموضوع، حيث أكد لها أن الأشخاص الذين يرسمون الوجوه المبتسمة يعانون من الاكتئاب.

وتقول دريفير أن الإحصائيات التي تُجرى بشكل سنوي تجلب هي ذاتها الكآبة؛ فمثلاً تشير إحدى الإحصائيات إلى أنه في كل عام يمر 17 مليون شخص بالغ في أميركا بفترة اكتئاب، وهذا يعني أن 17مليون شخص لديهم مضاعفات أخرى تأتي جنبا إلى جنب مع الاكتئاب، وأبرز تلك المضاعفات عدم القدرة على معالجة العواطف والشعور بها، وهذا الأمر بحد ذاته يسبب تطور الاكتئاب ووصوله إلى مراحل متقدمة.

ونقلت دريفير عن بعض الخبراء قولهم إن هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في العواطف، يجب أن يتواصلوا مع أحبائهم وأصدقائهم باستخدام تعابير الوجه وحركات اليدين وغيرها من الإشارات غير اللفظية، وذلك للتعبير عمّا يدور بداخلهم ومعتقداتهم ومطالبهم، ولكن دريفير تختلف مع هذا الرأي، وتقول وفقا للبحث الذي أجرته، إن على الأشخاص الذين يشعرون بالإحباط والاكتئاب استخدام كلمات واضحة وموجزة تعبر عمّا بداخلهم، وبالأخص عندما يشعر الشخص بخيبة الألم أو الاشمئزاز من نفسه.

في السياق ذاته، قام باحثين من جامعة "أوتاجو" في نيوزيلندا بإجراء بحث لرؤية مدى تأثير العواطف الأساسية على الشخص السليم مقارنة بالذي يعاني من الاكتئاب، وشملت الدراسة 68شخصاً من الذين يعانون من الاكتئاب بدرجات متفاوتة، وخلال الدراسة تم عرض صور مرسوم عيها العواطف الأساسية الخمسة؛ وهي الغضب والسعادة والحزن والخوف والاشمئزاز، وبعد ذلك تمت مقارنة وضعهم مع الأشخاص الطبيعيين.
ووجد الباحثان فرقا واضحا بين كلتا الفئتين؛ حيث لاحظا أنّ المجموعة التي لا تعاني من الاكتئاب كانت أكثر قدرة على استيعاب الإشارات التي تعبر عن الاشمئزاز. وكان هذان الباحثان أول من توصّلا إلى هذه النتيجة، وأشارا أيضا إلى أنّ عدم القدرة على استكشاف الوجه المشمئز كانت تجمع بين المصابين بالاكتئاب وأولئك الذين يعانون من مرض "بنسكون".
فعدم قدرة الشخص الذي يعاني من الاكتئاب على التعبير عن الاشمئزاز يعني أن لديه اضطراب عاطفي يسبب لديه عجز في التعبير عمّا بداخله بطريقه صحيحة، وقد تم ربط معالجة الخلل العاطفي بالأشخاص الذين يعانون من "اضطراب القلق" واضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب.
بدوره أشار الدكتور أوز أن كثيرا من أطباء النفس يعتقدون أن العلاج العاطفي يسهم في شفاء الكثير من مرضى الاكتئاب، لذلك يحرص الأطباء على أن يعيدوا لهم توازن مستويات "الدوبامين" ووضع أشياء مشمئزة بالقرب منهم؛ ليتمكنوا من إظهار عواطفهم بطريقه سليمة.

المصدر: منتدى الخليج