- كيف كشفت فاتورة ملابس مغسلة تفاصيل جريمة قتيل عيد الفطر

 

- كيف كشفت فاتورة ملابس مغسلة تفاصيل جريمة قتيل عيد الفطر

قادت فاتورة ملابس تحمل اسم محمد ثابت رجال الامن الى كشف تفاصيل جريمة مقتل عامل مغسلة ملابس من جنسية آسيوية عثر عليه مقتولا بين أكوام ملابس المغسلة بحي الشرفية بجدة وذلك صبيحة عيد الفطر المبارك.
وكشف الجريمة احد المواطنين عندما شاهد العامل ممدا على الأرض والدماء تملأ ارجاء المغسلة، كما لطخت ملابس العملاء، وبابلاغ الدوريات الامنية تم على الفور تطويق الموقع ورفع فريق الادلة البصمات والاثار الموجودة في مكان الجريمة وعلى طاولة استقبال ملابس العملاء كما تم البحث عن اي معلومة او دليل قد يساهم في الوصول الى معرفة الجاني.

فاتورة عميل

وهنا توقف مساعد رئيس وحدة التحريات والبحث الجنائي عند فاتورة ملابس كانت ملقاة على الأرض وتحمل اسم محمد ثابت، وصنفت الفاتورة والاسم كأحد الادلة التي قد تكشف غموض الجريمة، وتم نشر العديد من المخبرين السريين ورجال البحث في عدة احياء بجدة وخاصة القريبة من المغسلة للوصول الى الجاني
وبعد عمليات بحث وتحري استمرت على مدار 72 ساعة رصد رجال الامن شخصا يدعى محمد ثابت من الجنسية اليمنية مخالف لانظمة الإقامة وسبق وان ابعد عن البلاد بعد انقضاء محكوميته إلا انه عاد وتم مشاهدته في الحي. ولكن تلك المعلومات لم تكن كافية للوصول الى الشخص فلم يحدد مكانه او حتى الحي الذي يسكنه

تشكيل فريق امني
وتم تشكيل فريق امني على مستوى عالٍ من المهارة بمتابعة مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي واشراف مدير التحريات والبحث الجنائي فيما تولى قيادة الفريق مساعد مدير التحريات والبحث الجنائي الذى بدأ في رصد تحركات المشتبه به ومعرفة الأماكن التي يتردد عليها واشارت المعلومات الى انه كثير التنقل ولا يقيم في مكان ثابت وكان يتردد على عدة مقاهي واستراحات في أحياء جنوب جدة ومنطقة البلد, واستمرت ملاحقة المشتبه به منذ منتصف شوال وحتى منتصف ذي القعدة حيث اختفى في تلك الفترة ولم يدل اي مخبر او شخص عن مكانه غير ان التحريات السرية توصلت لمعلومات اكدت ان المشتبه به انتقل الى المشاعر المقدسة وانه حصل على عمل باحد المخيمات وهناك فرضت عليه متابعة دقيقة طوال فترة تواجده في المشاعر.

العودة بعد الحج
وبعد انتهاء فترة الحج قرر المشتبه به العودة الى جدة حيث رصد رجال الامن تحركاته، وبدأت فرقة امنية سرية في متابعة مكان تواجده بأحد المقاهي بمنطقة البلد وعلى الفور تم تطويق المقهى وإيقافه وابلاغه بأنه مطلوب جنائيًا وتم اقتياده على الفور لإدارة التحريات والبحث الجنائي بجدة. ونقل المتهم لادارة التحريات، ولم يستغرق الامر كثيرا حتى اعترف مباشرة بجريمته لخلاف مع العامل على طريقة غسله لملابسه وتطور الخلاف حتى استل سكينا كانت بحوزته وطعن بها العامل وغادر دون ان يعرف ما اذا كان العامل قد لفظ انفاسه ام لا.
تلك الجريمة التي ارتكبها الجاني ثابت لم تكن الاولى فسبق ان صدر بحقه حكم قضائي بالسجن والإبعاد في جريمتين الاولى كانت قضية انتحال شخصية وحكم علية بالسجن والجلد والاخرى في قضية اعتداء على شخص بالضرب وهو في حالة سكر كامل وصدر بحقة السجن والجلد والابعاد.
وبعد انتهاء محكومية الجاني التي صدرت بحقه في آخر قضية وتنفيذ حكم السجن والجلد بحقة صدرت مذكرة ابعاده وترحيله عن طريق مطار الملك عبدالعزيز قبل 5 اشهر من ارتكابه لجريمة القتل, غير ان الجاني ما لبث ان عاد من خلال التهريب وانتقل الى جدة بواسطة اشخاص تقاضوا مبالغ مالية لنقله من الحدود الجنوبية حتى وصل الى جدة ليرتكب جريمته صبيحة عيد الفطر المبارك.

أسباب

الدكتور عبدالله بن رشيد الحوشاني إمام وخطيب جامع الأمير سلطان بن عبدالعزيز أوضح من جانبه ان أمر التشريع الإسلامي يقوم على الرحمة بالخلق والاحسان إليهم جميعاً.. فلا يجوز الضرر والاعتداء على أي من الأحياء بغير حق.. فمثلاً حرم الإسلام قتل الحيوان والطيور أو ايذائها بغير فائدة ولا صدور مضرة منها على الحياة.. فلا يجوز قتل أكثر مما تحتاجه من الحيوانات والطيور ولا يجوز اتخاذها هدفاً لتعلم الرماية ولا يجوز التحريشي بينها ليقتل بعضها بعضاً أو يؤذي بعضاً لمجرد التسلية والترفيه.
وقد ورد ان هذه الحيوانات المقتولة لغير منفعة تجادل وتحاج قاتليها يوم القيامة عند رب العالمين.
والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ الطيور والحيوانات غرضاً.. وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى طائر (الحمرة) مفجوعاً بفراخه وأمر برد الفراخ إليها وأوقف الجيش حتى ردت وسكنت.
وقد غضب صلى الله عليه وسلم على رجل في المدينة في أحد البساتين كان يتعب جمله ويجيعه وأمر بتقوى الله عليه.
إذا كان هذا في أمر الحيوانات والطيور فما بالك بحق الإنسان الذي كرمه الله على سائر المخلوقات وكرمه بالعقل، وأنزل الشرع لحفظ حياته بكل ما يحف به لتوفير الأمن له ليعمر أرض الله بما يحبه الله لذاته وما يحبه لخلقه.
إن الحياة الإنسانية هذه الروح أمرها عظيم وهي غالية جداً وليست ملكاً إنما هي (لله جل جلاله).. حتى أنت لا يجوز لك أن تتصرف بروحك بحيث تبقيها أو تتلفها، لأنه حرم أن يقتل الإنسان نفسه وهو (الانتحار) وقال {ولا تقتلوا أنفسكم} وقال {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.. وحرم القتل من أي أحد وجعله من أكبر الكبائر ومن السبع الموبقات كما ورد في أحاديث صحيحة.
وتوعد الله القاتل بغير حق بخمس عقوبات أخروية غير عقوبة الدنيا وهن: جهنم، الخلود بها، غضب الله، لعنة الله، العذاب العظيم.
قال تعالى {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} سورة النساء.
وهذه عقوبة لم ترد في كبيرة من كبائر الذنوب غير الشرك بالله.. وإذا كان المسلم يعظم الكعبة المشرفة ولا يرضى بمس حجر منها فكذلك المسلم لأنه أعظم حرمة من الكعبة المشرفة كما ورد في الحديث فلا يجوز انتهاك حرمة دمه بغير حق.
ولو قدر ان أحداً ازال الدنيا بمادياتها فإن جرم من قتل مسلماً بغير حق أعظم منه كما ورد في الحديث.
والذي تعرفه كل نفس بفطرتها هو حب الحياة والخوف من الموت وكراهيته، واتخاذ الأسباب الوقائية منه.. فمن أوقع الموت على غيره مع هذه المعرفة فهو إنسان متحجر القلب منزوع الرحمة فاقد الإنسانية لا يستحق البقاء على الأرض لأنه يمثل خطراً على الحياة والأحياء.
لذا جاء القصاص وصار فيه الحياة لأنه يحافظ على الحياة من هؤلاء المتوحشين قال تعالى {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب}.
ولا يمكن أن يصدر القتل بغير حق من مسلم سوي أبداً في (دينه وعقله ونفسيته) ولا تجد قاتلاً إلا ولديه اختلال في أحد هذه الأركان. حتى غير المسلمين لا يجوز قتلهم إذا كانوا: من أهل الذمة، أو المستأمنين، أو المعاهدين، سواء من قبل الحاكم، أو من قبل فرد مسلم في بلاد الإسلام.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل ذمياً، أو معاهداً لم يرح رائحة الجنة.." الحديث.
أي فهم هذا الذي تلقاه بعض الناس حيث يجيز قتل غير المسلمين الذين في بلاد الإسلام وهم دخلوا بموجب عقود وعهود مع الدولة أو مع القطاع الخاص، مع العلم أن كثيراً منهم عرف الإسلام على حقيقة وقد أسلم كثير منه.
عجباً لهواة القتل كيف يقدمون على قتل مسلم، وهم يعلمون ان الاسلام حرم غيبة المسلم أو نميمته وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلين يعذبان في قبريهما بسبب النميمة، فكيف بالقتل.
وحرم الإسلام ترويع المسلم واخافته، وحرم مجرد الاشارة عليه لتخويفه بحديدة أو سلاح فكيف بالقتل.
والقتل بحق لا يملكه إلا ولي الأمر فهو القائم بأمر القصاص والجهاد ولا يجوز لأحد أن يأخذ حقه الشرعي بنفسه لما يفضي إليه ذلك من الفساد في الأرض واستمرار اراقة الدماء.
ومن أعظم اسباب انتشار القتل بغير حق الجهل بدين الله عز وجل والتخلف العقلي وقلة التوعية والتوجيه مما يؤدي إلى سيطرة عادات واعتقادات وأفكار تؤدي إلى الجرائم وأسباب أخرى كثيرة.

المصدر: منتدى الخليج