كلنا يعرف الحديث الذي يقول : عن أبي أمامة قال :
قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم - :
( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقاً ،
و ببيت في وسط الجنة لمنترك الكذب و إن كان مازحاً ،
و ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) ..
لكن المشكلة هي متى تعرف أن الأمر تحول إلى مراء و جدال
و ليس مجرد نقاش عادي ؟
كيف تعرف متى تستمر في الحوار و متى تتوقف ؟
هناك مؤشرات أو علامات تدل على أن الأمر تحول إلى جدال ، وهي :
1- ارتفاع الأصوات ..
2- عندما يبدأ الكلام بالتكرار و تبدأ الحجج نفسها تقال عدة مرات ،
فاعلم أنك تدور في حلقة مفرغة ..
3- عندما تلاحظ أن المحاورين بدأُ بقطع أحاديث بعضهم .
4- عندما يكون الغرض الوحيد هو إثبات الرأي و ليس تفهم وجهة الآخرين ..
حسناً و الآن عندما تكتشف أن الأمر تحول إلى جدال
فكيف تخرج من الحوار بأسلوب سلس و محترم ؟
هناك عدة اقتراحات ..
1- من الممكن أن تذكر الحديث النبوي أعلاه ،
ومن الممكن أن تحول الأمر إلى نكته فتقول للشخص مثلاً
( ما رأيك بأن نتوقف و نتقاسم البيت الموجود بالجنة بالمناصفة ؟ ) ،
و بهذه الطريقة تخرج من الموقف
بأسلوب هادئ ودون أن يظهر أنك جالس تعظ الشخص الذي أمامك ..
2- تقول : متى العشاء ؟ ألن نأكل اليوم ؟
في محاولة لتغيير الموضوع بشكل فكاهي خفيف ..
3- أو تقول : خلاص يا سيدي أنا معك تماماً .. إلخ
( بأسلوب فكاهي ) يظهر منه أنك غير متفق معه ولكنك
أردت أن تنهي الموضوع ..
4- تقول : دعني أستشير المحامي الموكل في أموري
و أرجع لك الخبر في هذا الموضوع غداً ..
أيضاً هذه محاولة خفيفة لإنهاء الحديث في الأمر بأسلوب لطيف ..
و أخيراً ..
الجدال ليس من خلق المسلم
و الرسول – صلى الله عليه و سلم – كان يغضب عندما يرى الصحابة
يتجادلون ، و يكفي الثواب العظيم لمن ترك الجدال
؛ لأن الجدال يولد الحساسيات بين الناس
، و يسيء غالباً إلى العلاقات ..