فالله تعالى يخبرنا أنه المنفرد بعلم غيب السموات والأرض وحده،
والمختص بذلك، فلا يعلم الغيب ملك مقرب، ولا نبي مرسل،
إلا ما شاء الله إطلاع الملائكة والرسل عليه، مما اقتضته حكمته .
ومثل تحليل الشخصية بالتوقيع: تحليل الشخصيات من خلال الأسماء،
فهذا أيضا من الكهانة، وباب من أبواب الكذب على الله تعالى،
وهو كمن يزعم معرفة الطالع،
والسعادة والشقاوة، في الحياة والزواج والأسفار وغيرها،
في قراءة الكفّ والفنجان ! والضرب بالحصى، والخط في الأرض،
والتطير ونحوها من علوم أهل الجاهلية التي أبطلها الإسلام .
وهل هناك فرق بين خط وخط ؟ وفنجان وفنجان ، وكفّ وكفّ ؟!
وكل من يتعاط هذه الأمور يسمى صاحبها: كاهنا وعرافا،
فمن أتاهم أو سألهم لحقه الوعيد الوارد في السنة النبوية المطهرة،
فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم:
"من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين صلاة "
. رواه مسلم وأحمد .
وعن أبي هريرة والحسن رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"من أتى كاهنا أو عرافا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد"
رواه أحمد ( 2 / 429 ) والحاكم ( 1 / 8 ) وغيرهما.
ومثله نسبة السعادة والشقاوة، وحُسُن الصفات و سوءها إلى الكواكب والنجوم ،
فيزعمون أنك إذا كُنت وُلدت في نجم كذا فأنت كذا وكذا،
من صفات أو سعادة ونحو ذلك مما هو رجم بالغيب،
وقول على الله بغير علم ، وافتراء على الله عز وجل .
وكله قائم على الظن والخرص المنهي عنه في قوله تعالى :
( إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ) (الأنعام : 116) .
وللأسف الشديد فإن هذا الموضوع وغيره مما يشبهه مما انتشر في أوساط المسلمين،
بسبب الجهل بحقيقة التوحيد .
فالواجب الحذر والتحذير من ذلك، ونشر التحذير بين المسلمين،
وخصوصاً في المساجد والمجالس،
أوالمنتديات والمواقع على الانترنت، وغيرها مما يعرض فيها مثل هذه المواضيع .