منذ /08-22-2013, 06:56 AM
#1
|
|
 |
|
 |
|
"ماذا طبختِ؟"، و"لماذا لم تنظفي الشبابيك؟!"، و"إلى أين ستذهبين؟"، و"أكل هذا الوقت كنتِ نائمة؟!"، و"متى ستتوقفين عن إنفاق أموال ابني في ما لا فائدة من ورائه؟!" (...) هذه الأسئلة وغيرها تلقيها على مسامع "سها" حماتها ليلًا ونهارًا، فـ"سها" التي تسكن مع حماتها في البيت نفسه لا تستريح _ولو يومًا واحدًا_ من تدخلات أم زوجها في حياتها الخاصة.
ولا تتوقف تدخلات حماتها عن الاستفسار منها عن أدق الأمور، بل تتجاوز ذلك إلى تعبئة زوجها ضدها، فما إن يدخل البيت حتى تبدأ في تحريضه وإثارته ضد زوجته، وتقديم التعليمات له بخصوص التعامل معها.
"فلسطين" تتناول ضمن التقرير التالي مخاطر تدخلات أهل الزوجين على الحياة الزوجية:
يرخي أذنه لأمه
تقول سها: "لقد كرهتُ حياتي بسبب تدخلات أم زوجي التي لم أستطع أن أضع لها حدًّا في محاولاتي العديدة، فزوجي لا يستطيع أن يكفَّ أذنه عن سماع تعليمات أمه، ويرى مخالفته لأوامرها عصيانًا لها".
وتتابع: "كم أتمنى لو أعيش يومًا واحدًا بهدوء بعيدًا عن تدخلاتها، وتدخل بناتها المتزوجات اللاتي ما إن تطأ أقدامهن البيت لزيارة أمهن حتى ينساب عليَّ سيل تعليقاتهن الجارحة، وتدخلاتهنَّ التي تحيل حياتي جحيمًا".
 تفاهم غير مجدٍ
أما الشاب "عادل" فقد عانى من تدخلات أهل زوجته المستمرة في حياته الزوجية، فمنذ اليوم الأول لزواجهما تقدم زوجته تقريرًا يوميًّا لأمها وأهلها بكل ما يدور في منزلهما، وكل ما يحدث بينها وبين أهله، فيفسرون ما يحدث وفقًا لأهوائهم، وإنْ رأوا في أي موقف مشكلة حرضوها ضده وضد أهله.
يقول: "عانيتُ مرارًا وتكرارًا من تدخلات أهل زوجتي، خاصة أمها، وحاولتُ التفاهم معها بشأن ذلك، لكن دون جدوى، ولقد تركتُ البيت عدة مرات بتحريضٍ منهم، وكنتُ أتنازل وأذهب لإحضارها، وأحاول أن أطلب منهم ألا يتدخلوا في حياتنا، لكن لا حياة لمَنْ تنادي، حتى إنني بتُّ أفكر في الانفصال كثيرًا".
بالمقابل إن "آلاء" تصمت ولا تأتي بتصرف إزاء ما تسمعه، سواء من حماتها أم صديقاتها أم غيرهن، وعن هذا تقول: "لمجرد المجاملة أستمع للأحاديث من حولي، لكني بمجرد أن أقوم من مجلسي أتناسى كل ما سمعت، خاصة أن المرأة العاقلة تقدر على تمييز ما يمكن أن يكون في مصلحتها مما يمكن أن يكون سببًا في تدمير العلاقة بينها وبين زوجها".
وتتابع آلاء: "الأمر نفسه ينطبق على زوجي، فقد تفاهمنا منذ بداية زواجنا أن نسمع ثم نلقي ما يسيئنا وراء ظهورنا، والحمد لله أنه لا مشاكل بيننا".
 تدخلات العائلات الممتدة
الاختصاصي التربوي د.درداح الشاعر رأى أن تدخلات أهالي الزوجين في الحياة الزوجية قد تضر بها، لكنَّ القضاء على هذا الأمر قد يكون صعبًا في مجتمعنا؛ بسبب العائلات الممتدة، عادًّا تدخلهم في الأمور الشخصية لا يجوز بأي حال من الأحوال.
وبين أن من المشاكل التي تواجه بيت الزوجية تدخل أهالي الزوجين في كل تفاصيل الحياة، ما ينغص على الزوجين، ويؤدي إلى حدوث مشاكل بينهما قد تصل إلى حد الطلاق، مشيرًا إلى ضرورة أن يبقي الزوجان خلافاتهما طي الكتمان، وألا يطلبا تدخلًا من الأهل إلا في الحالات الملحة؛ حتى لا تزيد الأمور سوءًا، قائلًا: "كلما زادت التدخلات زادت المشكلات تعقيدًا، وكلما قلت حلت المشكلات بسرعة، وكانت الحياة سعيدة ملؤها الحب والتفاهم والاحترام".

للتدخلات أسباب
ورأى الشاعر أنَّ الأصل عدم تدخل الأهل من تلقاء أنفسهم في خصوصيات الزوجين دون أن يُطلب منهما؛ كون ذلك «أدبًا عامًا» حث عليه الإسلام كثيرًا، عازيًا سبب استجابة الزوجين لتدخلات الأهل إلى عدم نضج أو ضعف شخصية أحدهما، ونقص الخبرة في التعامل، أو التربية الخطأ للزوجين أو أحدهما، بجانب وجود شخصية تسلطية، سواء من الآباء أم الأمهات، وعدم إدراك الآباء والأمهات أهمية إعطاء الزوجين الفرصة للعيش كما يرغبان.
وبين أن هناك حالات تؤدي إلى كثرة تدخلات الأهل في الحياة الزوجية، كما في حالة الابن الوحيد، واعتماد الابن على والديه اقتصاديًّا, والسكن مع أهل الزوج أو أهل الزوجة في منزل واحد مشترك، والشخصية الضعيفة لدى أيٍّ من الزوجين.
وأكد ضرورة اتفاق الزوجين سلفًا على سياسة التعامل مع الأهل، برسم حدود العلاقة بينهما وبين أهلهما، وعدم إدخال الأهل في تفاصيل الحياة الزوجية اليومية، مع افتعال المناسبات التي تؤلّف بين قلوب الأهل والأزواج، وتعطي لهم الفرصة لمزيد من التواصل الإيجابي. 
|
|
 |
|
 |

|
|
|